البحرين تستحضر روح القذافي!
9 أبريل 2011
نيكولاس.د.كريستوف: من المفجع ان نرى بلدا مارقا كليبيا يطلق النار على المحتجين المطالبين بالديمقراطية. ولكن الاشد ايلاما ان نشهد حليفا لامريكا وهو البحرين,يحذو حذو القذافي,ويستخدم الدبابات والبنادق والغازات المسيلة للدموع الامريكية الصنع وكذلك المرتزقة الاجانب لسحق حركة مطالبة بالديمقراطية بينما نحن ملتزمون بالصمت.
في البحرين شاهدت خلال هذه الاسابيع جثث اطلقت عليهم النار من مسافات قريبة,وبنات في سن المراهقة يتلوين الما بعد ضربهن بالهراوات,وعمال اسعاف يتعرضون للضرب لمحاولتهم انقاذ المحتجين,وفي الايام الماضية ازدادت الامور سوءا,وقد وجهت السعودية صفعة الى الجهود الامريكية لمحاولة نزع فتيل الازمة بارسالها قوات الى البحرين للمساعدة في قمع المحتجين. وكانت النتيجة خمسة قتلى جدد,حسب وكالة اسوشيتدبرس.
وهناك شريط فديو من البحرين يظهر قوات الامن وهي تطلق قنبلة مسيلة للدموع على رجل اعزل في منتصف العمر من مسافة عدة اقدام,وسقط الرجل وحاول النهوض,وعند ذاك القو قنبلة اخرى على راسه والمدهش ان الرجل بقي على قيد الحياة.
والولايات المتحدة اليوم في محنة ممزقون بين حلفاؤنا وقيمنا,والمشكلة مع اصدقائنا في البحرين لا تقتصر على اطلاق النار على المحتجين بل وكذلك تحويل البلد الى ما يشبه دولة فصل عنصري,فالمسلمون السنة يحكمون البلاد,والان يحاولون بطريقة ممنهجة قمع حركة احتجاجية قوامها الشيعة بالاساس.
وقد احتجزت قوات الامن البحرينية زميلي في نيويورك تايمز,مايكل سلايكمان قبل عدة اسابيع وقال انهم صوبوا البنادق نحوه وانتابه الخوف من احتمال اطلاق النار عليه وهو يخرج جواز سفره ويصرخ بانه صحفي امريكي وعندها كما يقول تغير المزاج على الفور وتقدم قائد المجموعة من السيد سلايكمان وصافحه وهو يقول بحرارة: (لا تخف نحن نحب الامريكيين).
واضاف: (لست المقصود,نحن نطارد الشيعة),ويضيف سلايكمان: (يبدو الامر كما لو كانو يطاردون جرذانا)
وكل هذا امر مأساوي لان اسرة آل خليفة (لعنهم الله) الحاكمة يكفيها فخرا ماحققته للبلاد بما في ذلك مجتمع مزدهر وحيوي وقوة عمل عالية للتعليم ومجتمع تحظى فية المراة بمكانة افضل من جاراتها السعوديات,وفي عهود الاستقرار تشعر وكان البحرين واحة للتحديث وسط منطقة وعرة على انك يمكنك التمييز وانت مغمض العينين بين الاحياء السنية والشيعية في البحرين,فالاولى تتمتع بطرق وخدمات عامة افضل,كما يحضر على الشيعة الالتحاق بالجيش والشرطة, الا يذكرك هذا بنظام الفصل العنصري؟ والحقيقة ان المحتجين في البحرين يتصرفون بطريقة تضر بقضيتهم,فقد رددو هتاف (الموت لعائلة آل خليفة) (لعنهم الله) وهو هتاف سام يغضب حتما اي شخص كما استهدف بعض المحتجين الباكستانيين وغيرهم من مواطني جنوب اسيا الذين يعملون عادة باجهزة الامن.
ان هذا الانزلاق نحو التصعيد والعنف لم يكن له ما يبرره,فقد كان يمكن للملك ان يقبل ببعض مطالب المحتجين مثل ابعاد رئيس الوزراء والانتقال الى ملكية دستورية على الطراز الاردني او المغربي,وكان يمكن ان يقبل المحتجين بمثل هذا الحل الوسط ولكن الاسرة الملكية تحدثت بدلا من ذلك عن الحوار دون ان تقدم تنازلات معقولة,وظلت قوات الامن على وحشيتها شأن كل القوات الامنية في المنطقة.
ويختم الصحفي مقاله: ان ربيع الديمقراطية العربي الذي بدأ بتلك البهجة في تونس ومصر يشهد الان شتاءا قاسيا في البحرين وليبيا والسعودية واليمن
والولايات المتحدة الامريكية تحتفظ باسطولها البحري الخامس في البحرين وتربطنا علاقات وثيقة بالحكومة في البحرين وليس ثمة نية لسحب قاعدتنا البحرية من هناك,وقد استنكرت وزيرة الخارجية هيلاري كلنتون,بصورة قاطعة العنف الذي شهدنه البحرين ويجب ان تتبنى الادارة ككل هذا الموقف بقوة,واذا كان نساء ورجال البحرين من الشجاعة بحيث تكلموا,فينبغي ان نكون مثلهم.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق