ويكيليكس عن ملك البحرين: رفيق الحريري أبلغني قبل اغتياله أنه يخطط للتحرك نحو معارضة سوريا ونؤيد السلام مع اسرائيل لنصبح كلنا ضد إيران
9 أبريل 2011
صحيفة (السفير): عديدة هي الحقائق التي يواصل موقع (ويكيليكس) نشرها ضمن رزمة الوثائق الصادرة عن السفارة الأميركية في المنامة،بدءاً بالتعاون القائم بين البحرين وجهاز الاستخبارات الإسرائيلية وصولاً إلى موقف الشيخ/ حمد بن عيسى آل خليفة (لعنة الله عليهم) من السعودية (لعنها الله) و(النووي) الإيراني وقضية اغتيال الحريري وغيرها من القضايا الحساسة،داخليا وخارجيا.
فوفقاً للأجزاء التي نشرتها صحيفة (الغارديان) البريطانية أمس،هناك علاقة سرية تجمع بين أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية والأجهزة البحرينية،حيث تفيد البرقية التي أرسلها السفير الأميركي في البحرين،بعد اللقاء الذي جمعه بملك البحرين الشيخ/ حمد (عليه لعنة الله) في العام 2005،أن [حمد (عليه لعنة الله) اعترف بوجود علاقات تربط بلاده مع (إسرائيل) في مجال الاستخبارات] (أي مع الموساد)،وأعلن أن [المملكة تنوي تطوير العلاقات في مجالات أخرى،على الرغم من صعوبة أن تكون في صدارة هذا الأمر].
وتعبيرا عن صدق نواياه،أوعز حمد (عليه لعنة الله)،بحسب البرقية،كخطوة أولى إلى وزارة الإعلام بشطب كلمة (عدو) أو (الكيان الصهيوني) من البيانات الرسمية أو التصريحات الصادرة عن الوزارة والاكتفاء بكلمة (اسرائيل)،قائلاً [ان المنطقة تحتاج الى السلام مع (اسرئيل)،حتى نتمكن حميعاً من مواجهة ايران].
وفي اللقاء نفسه،حسبما أوردت البرقية،أعرب حمد (عليه لعنة الله) عن تفاؤله بما آلت إليه الأوضاع في البحرين على الرغم من المخاوف المستمرة بشأن ما اعتبره الخطر السعودي،منوهاً بالعلاقات الثنائية التي تجمع البحرين بالولايات المتحدة في عهد جورج بوش،الذي وصفه حمد (عليه لعنة الله)،بـ (القائد العظيم).
كما أكد ملك البحرين على وقوف بلده إلى جانب الأردن في صف واحد مع الولايات المتحدة،معبراً عن تقديره لما أحرزته هذه الأخيرة في العراق بقوله (إنه إنجاز سيغير وجه المنطقة).
وفي الشأن الإيراني،أصرّ حمد (عليه لعنة الله) على ضرورة الحسم في الملف النووي،مشدّداً على عدم جواز أن تسمح الولايات المتحدة لـ إيران بامتلاك السلاح النووي،على ما أفادت برقية السفير الأميركي،وهو إن أعلن أنه يفضّل الوصول إلى حل دبلوماسي في هذا الصدد،إلا أنه أكد أن لا بديل من القوة،فإذا امتلكت إيران السلاح النووي فعلى الولايات المتحدة أن تتحرك من منطلق كونها (الضامن النووي) لدول المنطقة.
وفي الاجتماع نفسه،اتهم حمد (عليه لعنة الله) سوريا،بشكل قاطع لا يقبل الشك على حد قول السفير،في قضية اغتيال رفيق الحريري، وقال حمد (عليه لعنة الله) إنه كان يتناول العشاء مع الحريري قبل عشرة أيام من اغتياله،وقد [أخبره رئيس الوزراء اللبناني أنه يخطط للانتقال علنا إلى موقع المعارض للوجود السوري في لبنان] بعد الانتخابات النيابية،وفقاً لما ذكرته الوثيقة.
إلى ذلك،كشفت البرقية عن انزعاج الملك البحريني من عرقلة السعودية (لعنها الله) لاتفاقية التجارة الموقعة بين البحرين والولايات المتحدة،وللمشاريع التعاونية بين دول مجلس التعاون الخليجي الأخرى.
هذا وكشفت برقيات لـ (ويكيليكس) ما بين 2005 و 2009 عن نظرة البحرين إلى الولايات المتحدة وإسرائيل وسوريا وقطر وإيران وجماعات المقاومة،وتصنّف نفسها في مقدّمة المعسكر المناهض لـ إيران،والأشدّ تحالفاً مع الولايات المتحدة،وتنتقد قطر لأنها باتت بمثابة قمر صناعي إيراني،وتطلب حلّ القضية الفلسطينية من أجل أن نصبح كلنا ضدّ إيران.
تتحدث وثيقة مصنّفة سرّية تحمل الرقم 05MANAMA230،مؤرخة في 16 شباط 2005،عن فحوى ما جرى خلال دعوة للملك حمد بن عيسى آل خليفة (لعنة الله عليهم) للسفير وليام مونرو في قصره،وتصف الجو بأنّه كان بارداً وممطراً،وأن الضيوف تناولوا الشاي في مكان مريح حول الموقد في القصر،بحضور وزير الديوان الملكي الشيخ/ خالد بن أحمد آل خليفة (لعنة الله عليهم).
ونقلت (الاخبار) عن ويكيليكس ان الملك قال: ان هناك دولتين،هما البحرين والأردن،وقفتا على الدوام إلى جانب الولايات المتحدة ودعمتاها. وأضاف أن أميركا يمكنها دوماً أن تعتمد على البحرين،وأنه يعدّ الرئيس بوش قائداً عظيماً،وما فعلته أميركا في العراق سيبدّل وجه المنطقة.
وعن الصراع العربي الإسرائيلي،اشار ملك البحرين إنه أعطى تعليماته إلى وزير الإعلام الجديد،محمد عبد الغفار،ليعمل على ألا تشير البيانات والإعلانات الرسمية الصادرة عن الوزارة إلى إسرائيل كعدو أو الكيان الصهيوني،مؤكداً أن البحرين لديها علاقات مع إسرائيل على المستوى الأمني والاستخباري (أي الموساد).
ورأى أنه عند حل المسألة الفلسطينية وتسوية النزاع العربي الإسرائيلي،فإن إيران لن تتمكن من توظيف القضية الفلسطينية لأهدافها الخاصة. وقال إن حل الأزمة النووية الإيرانية يكون من خلال وسيلتين: الدبلوماسية أو القوة،ولكن البحرين تفضّل الدبلوماسية.
وتقول البرقية إنه لا شك في أن الملك حمد (عليه لعنة الله) يضع اللوم على سوريا في اغتيال رفيق الحريري،إذ ذكر أنه تناول العشاء مع الحريري قبل عشرة أيام (الوثيقة مؤرّخة في 16 شباط،أي بعد يومين من الاغتيال) في البحرين،وأطلعه على أنه يخطّط للتحرك نحو معارضة سوريا في العلن خلال شهر أيار (بعد الانتخابات النيابية)،لكنه لا يريد أن يفصح عن شيء قبل الانتخابات.
في المقابل،تقول الوثيقة إن آل خليفة (لعنة الله عليهم) المقرّبين من الأحزاب السنّية يجرّون السياسة الخارجية البحرينية في اتجاه لا يساعد. فقد نجحوا،على سبيل المثال،في ترتيب زيارة رسمية لزعيم حركة «حماس» خالد مشعل للمنامة،وهم يعارضون أيضاً التوافق مع الغالبية الشيعية،وغاضبون من العفو الملكي عن 178 معتقلاً شيعياً.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق