10/03/2010
أيها الوطنيون هل نرتجي منكم الأمل؟
مباشره ومن غير مقدمات ما الذي قدمه الوطنيون خلال السنوات الخمس الماضيه للليبراليه والحريات؟ لم يقدموا شيئا بل على العكس هم ضروها بتركيزهم على شؤون سياسيه حولت رموز القبليه والأصوليه الى ابطال بنظر عامة الناس وهنا أقصد تحديدا حركة (نبيها 5) وكيف استغلتها القوى الأصوليه والقبليه للحفاظ على وجودها بالبرلمان. كتلة الإصلاح والتنميه الأصوليه هي نتاج (نبيها 5). محمد هايف والتشكيله البرلمانيه الجديده من أصوليي القبائل هم نتاج (نبيها 5). التصعيد الغير مبرر لموضوع الإنتخابات الفرعيه وقانونها الذي لا يساوي قيمة الحبر الذي كتب به هو نتاج (نبيها 5). القمع الإعلامي بإسم المزايده على الوحده الوطنيه والتصدي لما أسموه بالإعلام الفاسد هو نتاج (نبيها 5).
(نبيها 5) كانت اول خطوات مشية الغراب وبداية الإنتكاس المنهجي الوطني الجديد الذي همه الأول والأخير كسب قواعد شعبيه والنجاح السياسي بغض النظر عن المبادئ والاهداف. لا مبادئ ايدولوجيه صريحه كل ما فعلوه طوال هذه الفتره هو التنكر من العلمانيه والليبراليه والتركيز على انهم مسلمين محافظين. لا برنامج براجماتي سياسي احترافي. آليتهم السياسيه الوحيده هي مفهومهم الشخصي للوطنيه المختزل بمعارضة الحكومه والمزايده على المال العام فقط حين تكون الحكومه طرفا تماما مثل الذين نصبوا انفسهم ضمائر للأمه بسبب 5 ملايين اعلانات وزارة الداخليه ويسكتون على مئات الملايين التي تصرف يوميا بغير وجه حق على مطالب نواب الخدمات كالعلاج بالخارج والبعثات الدراسيه وغيرها من الامور التي لا يتقتصر ضررها على كلفتها البالغه بل الأسوأ من ذلك أن بها دوما أطرفا مظلومه لا علاقة لها بالسياسيه والسياسيين. و بمناسبة الحديث عن المال العام التيار الوطني الى يومنا لديه ازدواجية معايير بهذه المسأله ، نجد صوته ينخفض عندما يكون البرجوازيون المحسوبين عليه طرفا بقضايا الفساد المالي والإداري بل حتى السياسي مثل دعم غطرسة غرفة التجاره التي يجب ان تعلم ان حالها من حال اي مؤسسه رسميه بالبلد تحكمها القوانين الصادره من السلطه التشريعيه. ليعلم هؤلاء سواء كانوا بغرفة التجاره او بغيرها أن اموالهم ونفوذهم الإجتماعي لا تجعلهم مستقلين عن النظام الذي يحكمنا جميعا. ان كانوا متضايقين ان البرلمان قد عطل مصالحهم التجاريه بسبب تشريعات يفتقد اصحابها الكفاءه أو الأهليه فليعلموا أننا لسنا فقط متضايقين بل ثائرين بسبب التشريعات اللإ إنسانيه والغير دستوريه المنتهكه للحريات الصادره من مشرعي البرلمان الإسلاموقبليين.
نرجع مره اخرى الى التيار الوطني الذي بالحقيقه أراه تيار لم يكتفي فقط بالإنحراف عن مساره بل بات يبحث فقط عن المصلحه السياسيه سواء كان ذلك بالتحالف مع الاصوليين ؛ الطائفيين ؛ البرجوازين أو القبليين. لذلك زادت الفرقه والإنشقاق بين أفراد هذا التيار اليوم بسبب انعدام الرؤيه المنهجيه للسياسيين الوطنييين. جميعهم يريدون ارضاء قواعدهم الشعبيه والسعي وراء مصالحهم الخاصه لا يهمهم من يتحالفون معه او يساندون كل ما يهمهم النجاح السياسي وأصوات الناخبين.
بعد ما انتيهنا من (نبيها 5) جاؤونا اليوم جماعة (ارحل) تجمع سياسي مستحدث فاقد الهويه ويدعي التعدديه لكنه بالواقع يخدم مصلحة حدس وحدس بالمناسبه هدفها الفعلي كان ولا زال أن يحل مجلس الأمه الحالي لتخوض الإنتخابات مره اخرى وتكسب مقاعدها البرلمانيه التي خسرتها ان لم يكن أكثر خصوصا انها نشطت جدا على المستوى النقابي خلال السنه الماضيه،كذلك لا ننسى أن احد كوادرها الذي لم ينجح بالإنتخابات الأخيره حولته شلة (ارحل) الى بطل قومي فلا تستبعدوا ان ينجح مستقبلا ويصبح نائبا بالبرلمان.
حل المجلس ليس هدف الإسلاموقبليين فقط بل هو هدف ما نسميهم اليوم بالمعارضين الجدد وهي مجموعه وان كان المنتمين لها حليقي ذقن ويدعون الليبراليه والإنفتاح إلا انهم بالواقع لا يقلون اصوليه وإنغلاق عن التيارات الإسلاميه. هؤلاء يريدون تشكيل و قيادة جبهه وطنيه جديده لذلك تجدوهم بكل مناسبه وغير مناسبه يعزفون على وتر الوسطيه والإعتدال (النفاق والهلاميه) ويدعون انتماؤهم للشارع وقربهم اليه. ألم تلاحظوا كثرة الهجوم على النواب الليبراليين هذه السنه خصوصا النائبتين رولا دشتي واسيل العوضي؟ السبب واضح أن الجموع الإسلاموقبليه التي ينتمي اليها المعارضون الجدد مدركه تماما ان تركيبة المجلس الحاليه ستكون حجر عثره بطريق اجندتها الرجعيه. تلك المجاميع ضللت العديد من الشرفاء وكسبت تأييدهم السياسي بغير وجه حق بسبب ما أسمته بالإعلام الفاسد وتحويله الى قضية الساعه وأمن قومي ووحده وطنيه و و و ... الخ. لماذا؟ كي تأتي اليوم وتمارس ابتزازها السياسي المعهود الذي يستهدف هذه المره أمورا أعظم من التأزيم المعتاد على ارضيه صلبه مدعومه من الإثنين المعارضين الجدد وحلفائهم بالمعسكر الوطني.
ختاما ...
رغم كل الإفرازات والنتائج السياسيه السيئه التي نراها اليوم ويحق ان نحاسب الوطنيين عليها يبقون هم وتيارهم الممثلين السياسين الوحيدين القريبين منا فكريا مقارنة بالبدائل السياسيه الأخرى الموجوده. لذلك نسألكم يا معشر الوطنيين هل نرتجي منكم أي أمل سياسي وانتم بهذه الحاله؟ هل تظنون انكم ستصمدون سياسيا امام أعدائكم القدامى والجدد وأنتم بلا تنظيم سياسي حقيقي له اساس فكري منهجي يحدد آلية عمله السياسي؟.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق