07/03/2010
المنظومه الإسلاميه ماضي مخزي ، حاضر مزري و مستقبل مشؤوم
كلما نظرت الى خريطة القاره الآسيويه وعلى وجه الخصوص الدول الإسلاميه أدرك تماما حجم الخطر المحدق بنا بحال استمرينا على عنادنا وتمسكنا بالمسخ المدعو المنظومه الإسلاميه. تلك الدول كلها بإستثناء واحده أو اثنين على الأكثر تعيش واقعا مزريا بكل ما تعنيه الكلمه. فقر ؛ جهل تخلف وغيرها من المشاكل التي تثبت أن هذه الدول قد راهنت على الحصان الخاسر. راهنت على منظومه تدعي الشموليه والكمال وهي بعيده كل البعد عن ذلك. نحن عرب الجزيرة لم نكتفي بجريمة أسلافنا حين اغتصبوا ثقافات وحضارات هذه الامم بحد السيف بل فوق ذلك اتينا اليوم ونشرنا قيمنا الهدامه كالتعصب الديني والتطرف العقائدي والمذهبي. نشرنا ثقافة الإقصاء والغاء الآخر. نشرنا مفاهيمنا الصحراويه الإنغلاقيه بواسطة البترودولار. الثيوقراطيه هي مشروع فقير حضاريا لذلك هي لن تجلب سوى الشقاء والتعاسه للشعوب الفقيره ماديا.
من أين ابدأ والى اين انتهي. هل أتكلم عن أفغانستان التي حولناها الى خرابه وعره يسرح ويمرح فيها ارهابي طالبان. هل اتكلم عن باكستان ذلك الكيان القائم على الكراهيه العقائديه بين أبناء شعب وعرق واحد بسبب دين يرفض التعايش السلمي مع الآخر. هل اتكلم عن جمهورية الملالي المتطرفه التي هي دليل قاطع يثبت أن فرض ثقافه صحراويه رجعيه بإسم الهدايه الدينيه على شعب غير متجانس لا فكريا ولا حضاريا مع ثقافة عربان الصحراء هو خطأ تاريخي نتحمل نتيجته اليوم. الإختلاف المذهبي الذي ترجم الى حرب عسكريه بالثمانينات وحروب سياسيه مع دول الخليج طوال هذه السنوات هو نتيجة التطرف الموجود بمعنتفي هذا الدين مهما كانت مذاهبهم.
لنترك الدول المجاوره ونقيم أنفسنا ككيان خليجي مرتبط وجوده بتدفق النفط. نحن لا نملك أي مقومات مؤسسيه أو فكريه تحقق لنا الإستقرار السياسي والامني بحال زوال البترول بل على العكس تماما مجتمعاتنا تقودها اجتماعيا القوى الأصوليه التي تسعى وراء السيطره الشامله. لذلك مستقبلنا السياسي بعد انتهاء النفط لن يكون أفضل من الحاضر الذي نراه اليوم بالدول العربيه التي تعاني من هيمنة هذه التيارات الدساسه ومساعيها الدنيئه للظفر بالسلطه السياسيه. تيارات نصبت نفسها متحدثه بإسم الدين - الويل كل الويل لمن يعارضها. تلك التيارات ستحقق أهدافها غدا بحال حدوث الكوارث السياسيه والإقتصاديه ليس لأنها البديل الأفضل بل لأنها تحرص وبكل ما اوتيت من قدره على بقاء مجتمعاتنا فقيره مؤسسيا وفكريا بالتالي ان اتت الكارثه سيجبر المجتمع على إختيارها فهو مجتمع قتلت الريعيه عزيمته و ألغت الوصايه الدينيه تفكيره. لذلك أكرر وأقول ان المشروع الفكري العلماني التنويري ليس ترفا فكريا بل هو صمام امان سياسي لأنه وحده النموذج الذي يحقق العداله والتعدديه بدولنا دول التشريعات والقوانين الغير إنسانيه.
نحن اليوم بسبب الترف الإقتصادي راضون عن الاوضاع السياسيه والقانونيه بدولنا وأي نزاع طائفي أو عقائدي وغيرها من النزاعات الديموغرافيه التي سببها منظومتنا المتخلفه لا يتحول الى تصعيد ملموس لكن هل سيبقى الحال هكذا لو كنا دولا فقيره؟ لو كنا منظومه انسانيه عادله تحترم الإنسان بناء على أسس ومعايير سليمه لأصبحنا محصنين من أي تصعيد ديموغرافي بغض النظر عن احوالنا الإقتصاديه.
أنظر الى الخريطه مره اخرى واتسائل أين العدل حين يأتيك خليجي البترول المتخم من الرفاهيه ويتكلم عن الزهد بالإسلام؟. أين العدل حين يدمر هذا الخليجي ثقافات المجتمعات أخرى عن طريق هداية البترودولار المتخلفه وبنفس الوقت هو يستغل البترودولار لإستيراد الثقافه الغربيه؟ أين العدل بمعاداته لدوله فرض عليها تخلفه ورجعيته لكنه يأبى أن يعترف بتلك الرجعيه وذلك التخلف لأنهما لا يتكلمان لغته العربيه فهو حول الإنتماء العربي الجميل الى قوميه عنصريه قبيحه لا تعرف سوى العداوه والكراهيه.
المنظومه الإسلاميه اليوم وبسبب نعمة البترودولار اكتفت بحاضر مزري رجعي. لكن؛ ما هو مصير المستقبل حين تنتهي هذه النعمه؟ هل ستكتفي هذه المنظومه المفلسه بالعزف على وتر الماضي كما تفعل اليوم؟ قد تكون الشعوب الإسلاميه المترفه مقتنعه بالهراء والدجل الذي تسوقه حكوماتها بإستغلال البترودولار اليوم. لكن؛ غدا عندما يجوع الجميع بلا استثناء حينئذ لا هراء ينفع ولا دجل. ان مستقبلنا لن يكون أفضل من الواقع المزري الموجود بالدول الإسلاميه الفقيره بهذا العالم فماذا نحن فاعلون هل سنرتدي الأسمال ونركب الجمال وننتظر الزوال؟.
ختاما ...
يا مواطني الخليج استيقظوا أنكم تعيشون وهما سينتهي مع انتهاء نفطكم. كفاكم عداوه وكراهيه للآخرين بسبب الإنتماءات الديموجرافيه كالدين والأصل والعرق وغيرها. وحدها المنظومه الإنسانيه قادرة على تأهيلكم حضاريا وبشريا مؤسسيا بالتالي تكونون مستعدين لأسوأ الظروف الممكنه. انتم تستثمرون مواردكم الفكريه والماديه اليوم بمنظومه هدامه بلا غد لن تحقق لكم سوى عوائد التخلف والرجعيه بتم كمن يزرع الشوك ليحصد الألم والجروح. يا أصحاب العقول التي ترفض الإنصياع لمشيئة الصحراء تحركوا ان نقطة اللاعوده باتت قاب قوسين أو ادنى حينئذ لن ينفعنا لا السئم ولا الندم.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق