15/03/2010
العمل السياسي الكويتي بين الإحترافيه والديوانيه
العديد من الأفراد بالمجتمع بسبب نمط حياتهم الخالي من المسؤوليات الجسام والفراغ الذي لا يستغل بممارسة الأنشطه والهوايات باتوا يصنفون انفسهم خبراء ومختصي سياسه فقط لأنهم يستغلون وقتهم الذي لا يعرفون او يدركون كم هو ثمين بممارسة التواصل الإجتماعي مع الآخرين ونقاشهم بكل شأن سياسي محلي سواء كان كبيرا او صغيرا. لذلك نحن مجتمع وبلا مبالغه قد يكون 80% من أفراد شعبه البالغين نشطاء سياسيا او يدعون ذلك على الأقل. ان يكون الشخص ناشطا سياسيا أو صاحب علاقات مع أهل السياسه لا يعني بالضروره انه مميز او مؤهل للتحدث بإسم العداله الإجتماعيه أو الإصلاح فكلاهما العداله الإجتماعيه والإصلاح السياسي يعتبران مفردات كبيره جدا ويخضعان الى معايير ومقاييس انسانيه بالدرجه الأولى فهي شؤون عامه تمس جميع افراد المجتمع وليس مجموعة (س) أو (ص) من السياسيين او ناشطي السياسيه.
رغم أن العديد من افراد هذ المجتمع نشطاء سياسيا إلا أن هناك أفرادا آخرين بعضهم لا علاقة لهم لا من قريب ولا من بعيد بالسياسه تجدهم ليسوا فقط متميزين بشتى المجالات بل مبدعين وبإستطاعتهم صياغة تشريعات توجه موارد وامكانات البلد بشكل يخدم التنميه والإزدهار لكنهم لم ولن يحصلوا على فرصة الوصول الى البرلمان لأن مجتمعنا ضال فكريا وحسبته السياسيه الحاليه ظالمه. معايير مجتمعنا السياسيه ليست فقط سطحيه وتافهه بل هي معايير تبرر مشروعية سلبه حقه الديموقراطي لأنه مجتمع غير مؤهل فكريا للعمليه السياسيه الديموقراطيه.
ما هذا المجتمع الذي يقيم السياسي بناء على تواصله الإجتماعي واختلاطه بالناس هل سيختارون عضو برلمان أم عضو رابطة التعارف والصداقات؟! ما الذي سيقدمه النائب للمجتمع عندما يحضر مناسبه اجتماعيه؟.
ما هذا المجتمع المتناقض اللي يتكلم عن دولة القانون وتطبيقه وبنفس الوقت تجده يطلب من ممثليه البرلمانيين خدمات ومعاملات وواسطات وغيرها من صور انتهاك القانون؟! النائب يخدم الشعب ؛ نعم ؛ عن طريق التشريع والرقابه البرلمانيه فقط وليس عن طريق تخليص المعاملات ومن يعترض على البيروقراطيه الحكوميه عليه مطالبة النواب بتشريعات تقننها بدلا من الظفر بـ (اللامانع) وغيرها من التجاوزات الإداريه.
ما هذا المجتمع الجشع الذي لاهم له غير الماده والريعيهـ،امثالنا الشعبيه صارت تنطبق علينا تماما [ياكل ويمش ايده بالطوفه] ؛ [من صادها عشى عياله]. وصلنا الى حاله من التشبع الإتكالي الريعي لدرجة أن بعضنا بات يتصور أن مطالبه الانانيه هي حق مشروع وهذا الكلام ينطبق على الوطنيين الجدد الذين بسبب تاثرهم بحلفائهم الشعبيين باتوا يطالبون نفس مطالبهم الريعيه وان عارضتهم يردون عليك بردود غريبه مضحكه مثل المواطنين البسطاء والامن الإجتماعي وغيرها من المصطلحات التي تجعلني اتسائل هل نحن بالكويت أو جيبوتي؟! فعلا من عاشر قوما 40 يوما صار منهم.
وبمناسة الحديث عن الماده سأتكلم عن قضيه اخرى مهمه وهي محاربة البرجوازيه او كما يسمونها الشعبويون والوطنيون الجدد (صيد الحيتان). بالأنظمه الإقتصاديه الرأسماليه هناك دوما افضليه للتاجر ونظامنا الإقتصادي المختلط ليس فقط استثناءا من هذه القاعده بل هو بسبب طبيعته المختلطه اشتراكي ضد محدودي ومتوسطي الدخل ورأس مالي مع التجار بسبب التشريعات التي تراعي مصلحة التاجر.
وبما اننا نتكلم عن تشريعات اذن الحل ايضا بيد الشعب الذي يستطيع عن طريق نوابه ان يفرض تشريعات تجاريه واقتصاديه عادله تمنع التجار من الإستغلال والإحتكار. هذا هو دور الناشط السياسي الحقيقي وليس الجلوس بالديوانيه و (التحلطم) على الملايين المهدوره بمناقصه أو اختلاق نظريات مؤامرات (الحيتان) وغيرها من الجدالات والحوارات العقيمه التي لن تغير بالواقع شيئا. ليس بلدنا فقط يحكمه التجار بل العالم باكلمه تقود دفته التجاره واهلها أصحاب الأموال. هذا الواقع الذي نعيشه اليوم ولن يتيغير إلا بتغير النظام العالمي world order وتلك قضيه أخرى لا علاقة لها بموضوعنا اليوم.
العمل السياسي القائم على (التسدح) بالديوانيه وطرح طروحات سياسيه خاليه من الإحترافيه تحت شعارات الوطينه والإصلاح السياسي بغرض حشد اصوات حفنه من المتمصلحين الجهله (القواعد الإنتخابيه) لم يحقق أي انجاز حضاري يفيد الشعب خلال مسيرته الديموقراطيه التي مضت ولن يحقق بالتي ستأتي ايضا.
لذلك نحن بحاجه الى عمل سياسي احترافي منظم واحزاب ينتمي اليها اهل الكفاءه والإختصاص الذين هم من المفترض ان يكونوا اصحاب التوجيه السياسي لعضو البرلمان وليس (متسدحي) الديوانيات الذين يريدون منه تخليص معاملاتهم وتواجده بمناسباتهم الإجتماعيه.
ختاما ...
اقول لكل من يصنف نفسه ناشطا سياسيا ، محاربا للفساد ومناديا للإصلاح ، افتح عينيك وانظر الى الصوره بشكل أشمل قد تكون انت يا من تزايد على الإصلاح فاسدا ومفسدا. تذكر ان العمليه السياسيه الديموقراطيه هي مسؤوليه يترتب عليها مستقبل بلدنا وأجيالنا القادمه. قد تنجح سياسيا أو تساهم بشكل فعال بنجاح غيرك لكن ذلك لا يعني بالضروره انك مؤهل لا فكريا ولا منهجيا كي تقرر مصيرنا لذلك لا تؤاخذنا ان حاسبناك او قيمناك فما تفعله وتقوله يمسنا جميعا وليس فقط أنت ومجموعتك.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق