الجمعة، 13 مايو 2011

هل اغتالت السعودية السيد/ فضل الله؟



هل اغتالت السعودية السيد/ فضل الله؟
موقع الأنصار الاسلامي - زهير شنتاف: استوقفني مقال للصحافي السعودي في جريدة الجزيرة السعودية محمد بن عبد اللطيف ال الشيخ يوم 5/4/2011 عن ايران ودعاني الى ربط الكثير من التصريحات و الاقوال بوفاة المرجع السيد/ محمد حسين فضل الله،والتي قد تكون استشهادا حسب قناعتي وليس وفاة عادية نتيجة مرض كما قيل وهو الامر الذي  يتطلب فتح ملف مرضه (رحمه الله) ومتابعتة خطوة خطوة في علاجه في المستشفيات لمعرفة ماذا كان قد حدث ما يثير الريبة او خيانة لقسم ابوقراط في مرحلة معينة والتي وبكل يقين  لـ الحكومة السعودية يد في هذه الجريمة البشعة والتي لابد من بالتالي احالتها الى المحكمة الجنائية الدولية لمحاكمتهم بجريمة اغتيال عالم ومرجع ورجل دين.
وكنت قد كتبت مقالا بعد وفاته (رحمه الله) مباشرة ذكرت فيه بان اغتيالا قد وقع لان كل المؤشرات تدل على ذلك فمرضه (رحمه الله) لم يكن بتلك الشدة التي اشتدت فجاة ومرة واحدة لتنتهي سريعا برحيله المفاجئ للملكوت الاعلى  وكنت على يقين بان السعودية او الاردن مسؤلة عن هذا الاغتيال لاسباب عدة اكدتها الان مقالة للصحفي السعودي محمد عبد اللطيف ال الشيخ و طارق الحميد بانهم يمثلون راي المؤسسة الامنية السعودية بعد ان ازيح جانبا عبد الرحمن الراشد كونه قد وصل سنا لم يعد فيه فائدة منه.
المقال الاثبات هو ما نشرته صحيفة الجزيرة بقلم ذاك الصحفي حيث يشن الاعلام الخليجي و السعودي بشكل خاص حربا وهجوما غير مسبوق ضد ايران و الشيعة في الاونة الاخيرة بسبب العراق ولبنان و البحرين حيث يقول :(وليس صحيحاً البتة أن جميع الشيعة العرب هم أذناب لإيران،يعملون لتنفيذ مشروعها التوسعي،كما هو شأن حزب الله،وأمينه العام حسن نصر الله في لبنان،إنما هناك شيعة عرب أقحاح،مخلصون لأوطانهم،ينأون بها عن المد الفارسي الاستعماري،وقد عانوا في سبيل موقفهم هذا من إيران الأمرين،لأنهم يجابهون دولة قوية،تملك من القوة والإمكانات السياسية والمالية ما لا يملكه مرجع عربي،مهما كانت قيمته،ومهما علت شهرته.
السيد/ حسين فضل الله،وهو لبناني عربي القومية،كان من أشهر المراجع الشيعة العرب الذين سطر التاريخ مواقفهم الوطنية بأحرف من نور،يقول في إحدى لقاءاته الصحفية: (الشيعة العرب هم مسلمون يخلصون لوطنهم،ونحن قلنا ولا نزال نقول،في لبنان وفي غير لبنان،ليس للشيعة مشروع خاص بهم،والشيعة في العراق لا يريدون أن [تحكمهم إيران]،وكذا الأمر بالنسبة للشيعة في لبنان،نحن نقول لنا صداقات مع إيران ومع دول أخرى،ولكننا نشعر بأن علينا أن نقرر مصيرنا في البلاد التي نعيشها بحسب مصالحنا الأساسية) انتهى. لذلك لم يحارب الفرس مرجعاً عربياً مثلما حاربوا السيد/ حسين فضل الله،لأنه وقف هذا الموقف الوطني الصميم أمام أطماعهم.
وختاماً أقول: في الوقت الذي يأبى السيد/ حسين فضل الله،أن يكون مخلب قط (طائفي) للأطماع الإيرانية،لا يستحي الفلسطيني (خالد مشعل)،والبحريني (علي سلمان)،من أن يُمارسا دور ابن العلقمي وعلي بن طاووس للتتار الجدد.
ترى هل هذا فعلا هو راي السعودية باجهزتها المذهبية الوهابية والامنية بالسيد/ فضل الله،بانه من اشهر المراجع الذين سطر التاريخ مواقفهم من نور؟؟؟ واذا كان كذلك وفعلا هو ما تؤمن به السعودية فلماذا اذن تبرعت بـ 3 ملايين دولار لاغتياله عام 1982 وهي العملية القذرة التي فضحها الكاتب الامريكي (بوب ودوورد) في كتابه (الوشاح) حيث شرح تفصيل الاستهداف الاثم لسماحته حيث طلبت السعودية من المخابرات الامريكية اغتيال السيد ولكنها اعتذرت لعدم وجود بند تمويل هكذا عمليات عندهم فتبرعت السعودية بمبلغ 3 ملايين دولار من اجل اغتيال السيد/ فضل الله،حيث لم يصب السيد وقتها بينما استشهد 82 شخصل لبناني كانوا من المصلين في مسجد بئر العبد او المارة.
ترى هل يعقل ان تستهدف السعودية رجل دين لم يكن وقتها مرجعا او اشهر المراجع كما يقول الصحفي السعودي بينما تتركه وهو مرجع تقليد كبير وكتبه ومؤلفاته واراءه تتناقل عالميا وتجعل الكثيرين من اهل السنة لان يعودوا اليه ويتبنوا المذهب الشيعي؟.
كلنا يعلم ان السعودية وبعد انتصار الثورة الاسلامية الايرانية بقيادة السيد/ الخميني (رحمه الله) قد اخذت على عاتقها محاربة المذهب الشيعي على كافة الصعد وبدات باخس الوسائل الا وهي عمليات الاغتيال السياسي حيث كانت مؤامرة اغتيال السيد في لبنان واغتيال رجال الدين الشيعة في باكستان ناهيك عن التاييد المطلق لـ صدام حسين للاجهاز على الحوزة العلمية في النجف الاشرف والتي توجت باستشهاد السيد/ محمد باقر الصدر (رحمه الله) و التي نعيش ماساتها هذه الايام،كما عملت من ناحية اخرى على طباعة اكثر واكبر عدد ممكن من الكتيبات التي تشوه المذهب الشيعي وتهاجم ابناءه وكذلك شراء ذمم الخطباء ووعاظ السلاطين لمهاجمة الشيعة اينما وجدوا.
 وعودة لموضوع الاغتيال السعودي للسيد/ فضل الله،فاقول ان السعودية التي استهدفت وحاولت ومولت اغتيال السيد/ فضل الله،وهو وقتها لم يكن مرجعا ولم يكن قد وصل لان (يسطر التاريخ مواقفه باحرف من نور) كما يقول السعودي ال الشيخ (بينما  احرفه لنا من نور منذ ان كان في العراق) فياترى هل تتركه السعودية ولا تحاول التخلص منه وقد ذهلت الحكومات العربية من انتشار المذهب الشيعي بين شعوبها واعتناق الكثيرين منهم للمذهب الشيعي مما حدا بالرئيس المصري المخلوع لان يقول (بان الشيعة غير موالين لاوطانهم وغير وطنيين) فيما يحذر ملك الاردن من (الهلال الشيعي) خصوصا وان في مرحلة التصريحات هذه كان السيد/ فضل الله،قد اصبح مرجعا كبيرا يشار له بالبنان وصارت كتاباته واقواله تنتشر على مستوى شباب العالم من العرب و المسلمين مضافا اليها انتصارات المقاومة الاسلامية اللبنانية التي الهمت الشموخ و العزة و الكرامة في نفوس كل الشعوب العربية واذا كانت ايران تتكلم بلغة غير عربية فان السيد/ فضل الله،كان يخاطب العقل العربي بلغته مباشرة وبالتالي لم يكن امام السعودية الا اسكات هذا الصوت الهادر مرة ثانية وثالثة ورابعة بعد ان فشلت بالاولى.
فشل الغدر السعودي باغتيال السيد وفشل المال السعودي في النفوذ الى مكتبه فانه لم يبق امام السعودية الا العنف وهو جزء من تركيبتها حيث سيطرت على الجزيرة العربية من خلال الغزوات و القتل و المكر و الختل و النفاق وشراء الذمم.
لذلك لا استبعد اطلاقا وهذا يستوجب فعلا مراجعة تاريخ مرض السيد (رحمه الله) ان تكون السعودية هي من اغتالت السيد/ فضل الله،وسقطة هذا الصحفي السعودي محمد ال الشيخ قد تكون فعلا النقطة التي ننطلق منها لمتابعة الامر وكشف الحقيقة وسوق الجناة الى المحكمة.
فمن غير المعقول ان تشيد السعودية برجل دين وعالم شيعي كما اشاد كاتب السعودية بالسيد/ فضل الله،ولو كانت تعتقد ذلك فعلا فلماذا لم تصفه بهذه الصفات اثناء حياته؟ بل لماذا لم تحاول ان تتقرب منه ما دام بنظرها يمثل كل ما قالت عنه؟ بكل تاكيد انها كانت مذهولة لعدم نجاحها في قتله ومرتبكة من وجوده على الساحة الاسلامية،وها هي اليوم ومن فترة تبحث عن شيعي واحد تستطيع شراءه ولم تستطع ووجدت شخصا في لبنان حاولت تلميعه واظهاره من خلال اعلامها المرئي و المقروء سعوديا ولبنانيا ورغم انه فعلا بدرجة علمية جيدة ولكنه فشل فشلا ذريعا وفشلت معه السعودية كذلك.
ان السعودية التي اخذت على عاتقها محاربة المذهب الشيعي كامتداد للحقد الاموي فانها لا تتدخر جهدا الا وتستغله في سبيل قتل الشيعة وتشويه مذهب اهل البيت (ع) ورغم انها فشلت في اسقاط نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية عبر صدام حسين وفشلت في اغتيال السيد/ فضل الله،عام 82 وفشلت في تشويه المذهب الشيعي عبر كتبها وكتابها المرتزقة وملايينها التي تنفقها في العالم من اجل حياكة المؤامرات ضد الشيعة وفشلها الشنيع في العراق رغم كل قطعان الوهابية الذين ارسلتهم لقتل الشعب العراقي وهزيمتها في لبنان رغم دعمها اللامحدود سوف لن تتدخر وسعا من اجل الاضرار بـ الشيعة ورجالاتها في اي منطقة او زمان كما انها لن تتوقف عن مؤامراتها ضدهم وباعتبار ان السيد/ فضل الله،هو عربي اللسان و المنطق وكلامه وطريقة تفكيره تنفذ مباشرة الى القلوب تحيطها انتصارات المقاومة اللبنانية التي اثبتت خسة ودناءة وكذب وافتراء الحكومات العربية بان العدو لا يقهر فان ال سعود وزبانيتهم لن يتورعوا عن استخدام اخس الاساليب واكثرها قذارة للنيل من الشرفاء و العلماء و الوطنيين وخصوصا شخص بقامة السيد/ فضل الله،واذا كان كاتب امريكي قد كشف بعد سنوات ان السعودية هي من مولت عملية الاغتيال الفاشلة للسيد/ فضل الله،عام 82 فاننا لا نريد ان ننتظر سنوات لنكتشف بان السعودية هي نفسها من اغتالت السيد/ فضل الله،وبطريقة خسيسة اخرى اتمنى من عائلة السيد ومكتبه الكريم ان يتحققوا من هذه المسالة لان مقلدي ومحبي ومتابعي السيد/ فضل الله،لا يريدون ان تخرج هذه الدولة المارقة و العائلة الفاسدة السعودية من جريمتها دون عقاب.
وشكرا للسعودي محمد ال الشيخ الذي امتدح السيد الراحل بشكل غريب وغير متوقع ومخالف للسياسة السعودية ظنا منه بان يثأر من ايران ولكنه اعطانا دليل ادانة حكومته السعودية في الاغتيال الاثم للسيد/ محمد حسين فضل الله.
ولو كان قد سال نفسه ترى اذا كان السيد حسبما كتب هو بانه الوطني و الغيور و العربي الاصيل وان كلماته يكتبها التاريخ باحرف من نور وان ايران تحاربه،فياترى لماذا دفعت الحكومة السعودية الملايين من اجل اغتياله؟؟؟ حقا انه غباء النواصب.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق