(التحالف من أجل الجمهورية) يصدر بياناً حول البحرين المحتلة
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على محمد وآله وصحبه الطيبين الطاهرين
حي على (الجهاد السلمي) من اجل الكرامة
التحالف من اجل الجمهورية يساند تنظيم فعالية مركزية حاشدة تعيد المبادرة والعزة والكرامة لجموع الشعب ويساند الدعوات للدخول مجددا في الإضراب الشامل عن الدراسة والعمل.
لا يعتمد النظام الحاكم في البحرين في معركته مع الشعب على تفوق أخلاقي وقيمي،فهو الطرف الأضعف دائما في ذلك،وحتى مؤيديه وأصحاب المصالح الذين يلتفون حوله يدركون جيدا ما يتسم به هذا النظام من فساد أخلاقي ومالي،وان كانوا يبررون له سياساته في الاستئثار بالسلطة والتمييز الطائفي والبطش والتنكيل. وجاءت ثورة الشعب الأخيرة لتجعله في أسوأ صورة أخلاقية وقيمية يكون عليها أي نظام سياسي،وتجعل مؤيديه وأصحاب المصالح في مفترق طرق.
ولم يعد النظام يراهن كثيرا على تحسين سمعته الدولية،فرغم كل ما قام بتبذيره من موارد البلد البشرية والمالية طوال عشر سنوات،فقد شهدت السنوات الأربع الأخيرة انتكاسات متواصلة نتيجة المئات من المقالات والتقارير الصادرة عن وسائل الإعلام ومنظمات حقوق الإنسان المعروفة عالميا. وجاءت ثورة 14 فبراير لتجعل أية محاولة لإنقاذ سمعة النظام في الخارج جهدا ضائعا لا طائل من ورائه،فأصبح النظام بدلا عن ذلك يتبع يائسا إستراتيجية أخرى وهي الترويج بأنه اقل سوءا من أي بديل آخر،وانه خير من يدافع عن مصالح الغرب وإسرائيل.
وأصبح من غير الممكن للنظام إقناع العالم بمنهجه الأمني القمعي في التعامل مع ثورة الشعب وأطراف المعارضة،فلا يوجد اليوم من بين قادة العالم الحر – بمن فيهم أصدقاء النظام – من لا ينصحه بالتفاوض مع جميع أطراف الشعب لإيجاد مخرج حقيقي للازمة،وهذا وضع حرج جدا لم يجد النظام نفسه فيه سابقا ولا يدري كيف يجد مخرجا منه،ولم تعد تنفع إيحاءات النظام بان معارضيه لا يستحقون المشاركة في الحكم أو التمتع بالحقوق لأنهم شيعة و(يتبعون أجندة خارجية).
كما انه ليس من الممكن أن يحسم النظام معركته الحالية مع الشعب عسكريا أو امنيا،عبر إنزال الجيوش والدبابات في الشوارع – بما فيها قوات درع الجزيرة – أو عبر الاستخدام القمعي للقوات الأمنية المتمثلة في الحرس الوطني وقوات الأمن الخاصة – رغم كل ما تم صرفه عليها من ميزانيات ضخمة وتوظيفهم وتدريبهم الآلاف من المرتزقة من خارج البلاد – كما لا يمكنه ذلك عبر حملات الاعتقال للقيادات والناشطين أو حملات المداهمة والتخويف ضد المناطق التي تموج بالغضب والرفض،أو إيقاع القتل والإصابات بمسيرات المحتجين،فلديه تجربته الفاشلة في التسعينيات،والاهم من ذلك لديه دلائل متزايدة على استمرار النشاطات الاحتجاجية حتى في فترة (الصدمة) النفسية التي كان يفترض أن تنشأ عن الحملة القمعية الشاملة. والحال أن ثورة الشعب الحالية لا قيادة مركزية لها ليتم ضربها او احتواؤها،فيما تزيد الاعتقالات والقتل والإصابات الاحتقان والغضب،وتعجز الدبابات والرصاص عن التعامل مع التكبير فوق السطوح ومسيرات التشييع ومسيرات الشموع.
الرهان الوحيد والحاسم للنظام لكسب المعركة اليوم هو هزيمة الشعب نفسيا،وذلك عبر إهانته وسلب كرامته وإشعاره بالضعف والذلة. فصورة العسكري الملثم برشاشه على أنقاض تمثال اللؤلؤة،وتعريض ممثلي المعارضة الأعزاء للمهانة بتصويرهم وكأنهم يستجدون الحوار من النظام،وقلب الاستقالات – التي قدمها الموالون للنظام من الحكومة ومجلس الشورى والقضاء وكذلك التي قدمها المعارضون من مجلس النواب - إلى وسيلة امتهان وتهديد،والإمعان في إذلال الموظفين والعمال ونقاباتهم الممثلة لهم وإشعارهم بأنهم عادوا عن الإضراب صاغرين وبأن النظام يستطيع تجويعهم نتيجة تمردهم عليه،وسعي أبواق النظام إلى التهديد بسحب جنسيات كل من ينتمي من الشيعة لأصول فارسية لمساومتهم على الخنوع كما فعلوا بهم في الثمانينيات،والهجوم على مناطق الشيعة وتخريب مداخلها وتكسير سيارات المواطنين،وتدنيس مقابرهم ومساجدهم واعتقال أبنائهم بطريقة همجية،بل اعتقال النساء وكبار الرموز وعلماء الدين إمعانا في إشعار الناس بعجزهم عن الدفاع عن شرفهم ومقدساتهم،كل ذلك إضافة إلى امتهان كرامة المواطنين على حواجز الطرق بناء على انتمائهم الطائفي وتعريضهم للضرب والشتم والتعرض للمعتقدات ونزع الملابس والتعرض للشرف. كل ذلك ليس وراءه إلا هدف واحد: إيقاع المذلة والهزيمة النفسية،وهو الطريقة الوحيد الممكن لكسر الثورة وإعادة الأمور تحت الهيمنة الكاملة للنظام،الذي سيعمد بعد ذلك لاتخاذ المزيد من إجراءات التهميش السياسي الطائفي والتجنيس السياسي والمزيد من التضخم في أجهزة المخابرات وقوات الأمن،فهي الوسيلة الوحيدة التي مازال النظام يحاول عبرها الشعور بشيء من الأمان بعد أية مواجهة مع الشعب.
وبناء على ذلك فليس أمام الشعب إلا أن يستمر في جهاده السلمي،ليس فقط من اجل تحقيق المطالب المشروعة السياسية والمدنية والاقتصادية والاجتماعية،ولكن قبل ذلك .. للدفاع عن كرامته. وقد اثبت الشعب حتى الآن قدرته على الصمود والمواصلة والإبداع عبر البرامج المتواصلة في جميع المناطق. إلا انه لا بد من الانتقال إلى مرحلة متقدمة من (الجهاد السلمي) أو ما يسمى اليوم بالعصيان المدني. وذلك لوضع حد لما يقوم به النظام من قهر وقمع وإذلال وتهديد الناس في بيوتهم ومناطقهم وتنقلاتهم ومصادر معيشتهم.
ونحن في (التحالف من اجل الجمهورية)،إذ لا نزال نؤمن بدور الشباب ومبادراتهم في القيادة الميدانية لهذه الثورة،وهو ما اثبت نجاحات باهرة حتى الآن،وإذ نساند بكل قوة واقتناع كل ما يدعو إليه شباب الثورة وينفذونه من فعاليات احتجاجية سلمية،فإننا نساند أيضا دعواتهم لتنظيم فعالية مركزية حاشدة - على غرار ما حدث في ميدان الشهداء - تعيد المبادرة والعزة والكرامة لجموع الشعب،والشباب اقدر على اختيار التوقيت والمكان والأساليب المناسبة لتلك الفعالية. كما إننا نساند الدعوات للدخول مجددا في الإضراب الشامل عن الدراسة والعمل،وخصوصا إذا كان ذلك متزامنا مع فعالية العزة والكرامة المركزية. وقد ثبت فاعلية الإضرابات،كما أصبح واضحا عدم امتثال النظام للشروط التي وضعها الذين دعوا للعودة للعمل والدراسة،بل أصبحت نتائج تلك العودة عكسية على الكثير من الناس. ولن تنال الكرامة بدون صبر وتضحيات.
ويبقى شعارنا:
(هيهات منّا الذلّة يأبى الله لنا ذلك ورسوله والمؤمنون،وجدود طابت،وحجور طهرت،وأنوف حمية،ونفوس أبية،أبت أن تؤثر طاعة اللئام على مصارع الكرام).
المجد لشهدائنا الأبرار وللمعتقلين الأحرار.
التحالف من اجل الجمهورية في البحرين:
• تيار الوفاء الإسلامي
• حركة حق للحريات والديمقراطية
• حركة أحرار البحرين
1 ابريل 2011 - 26 ربيع الثاني 1432.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق