شعب البحرين و علماء السلاطين
23/3/2011
زياد دياب
قال صلى الله عليه و سلم في الصحيحين (أن أحدكم ليعمل بعمل أهل الجنة حتى ما يكون بينه و بينها إلا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل النار فيدخلها،و إن أحدكم ليعمل بعمل أهل النـار حتى ما يكون بينه و بينها إلا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل الجنه فيدخلها),سأعتذر مسبقاً من جميع الأخوة المؤمنيين. ولكن؛ طفح الكيل من علماء الدين و فتاويهم التي يفبركونها كما يريد صاحب الجلالة ويفصلونها على مقاس طلبه و أخرها فتوى حرمة التظاهر في السعودية!،فليذهب كل المشايخ ومن ينصب نفسه مفتياً إلى الجحيم,فلم يفرق المسلمين في وطننا غيرهم.
لا اريد أن أخوض في ثورة البحرين ومحاولة آل سعود وملك البحرين تصويرها على أنها ثورة شيعية!،وكان بين المحتجين عدد كبير من أهل السنة يقف كتفاً لكتف مع أخوانه الشيعة يرفعون شعار الوحدة الوطنية و الإصلاح,استغرب و استغرب جداً محاولة جهابذ الأمة إظهار أن شيعة البحرين يدينون بالولاء لإيران،علماً أنه في الثمانين من القرن الماضي أجرت الأمم المتحدة اقتراعاً لأهل البحرين إن كانوا يريدون أن تعتبر البحرين إيرانية أم عربية،وخرجوا يومها بصوت واحد يقولون نحن عرب ولسنا فرس وهذا ما كان.
البحرين عربية وليست ايرانية,كلام القرضاوي وغيره من جهابذة الأمة الإسلامية تنتفي عنه صفة المنطق,وحتى لو كان صحيحاً فالمتظاهرون لم يقوموا بالإعتداء على أحد و نقلت شاشات الفضائيات (التي يهمها الأمر والتي لم يفرض عليها ويطلب منها التعتيم الإعلامي على ثورة البحرين) كيف كان المتظاهرون يحملون الورود في مظاهراتهم,هل أصبحت الوردة سلاحاً في يد الشيعي؟.
ليس الشيعة هم الأكثرية في البحرين ولا السنة،الأكثرية هم شعب البحرين والحق،شعب البحرين والحق أكثرية ولن يقدر عليهم حمد،أما شيعة البحرين وسنة البحرين فكلاهما منفرد أقلية،ومن يستعين بـ السعودية أقلية ومن يستصرخ إيران أقلية.
الثورة فى البحرين ليست طائفية بل هي ثورة شعب مظلوم و منتهكة حقوقه,و بما ان اغلبية الشعب البحريني شيعي فمن الطبيعي ان يكون لهم اليد الطولى في المعارضة,و خصوصا انهم الاكثر معاناة,النظام الظالم في البحرين يحاول تصوير القضية انها طائفية كي تفقد الثورة معناها الحقيقي كثورة مظلومين اذ ان النظام يلعب على الوتر الطائفي مما ادى الى تضليل بعض السنة و استغلال الوهابيين للموقف و تفريغ حقدهم على الشيعة.
الشيعة في البحرين ليس لهم مطالب كشيعة بل كشعب بحريني بشكل عام,فهم يطالبون بصلاحيات شعبية اوسع في حكم البحرين و يطالبون بتعادل الفرص في المناصب و الاعمال و الحقوق،المكاسب الشعبية او الحقوق المتساوية في البحرين يتم تفسيرها انها مطالب شيعية لانهم الاغلبية و اي مكاسب يتم عرضها بالتساوي او بالانتخابات الديموقراطية يتم حسابها بانها مكاسب شيعية لانهم الاغلبية الشعبية.
لم نسمع صوتاً يدين تدخل القوات المسلحة السعودية إلى البحرين والذي يعني حسب أحد بنود اتفاقية مجلس الدول الخليجي (تدخل قوات العسكرية لأي من دول المجلس في دولة أخرى تعني سيطرة هذه الدولة على القيادة والسلطة),بالمختصر تدخل السعودية في البحرين يعني احتلال السعودية لـ البحرين,فهل دخلت السعودية لمساعدة الثوار أم لمساعدة نظام البحرين في قمع المظاهرات (الروافض) كما يطلقون على شيعة البحرين والسعودية؟,علماً أن الشعب البحريني بأكمله بسنته وشيعته يرفض اي تدخل أجنبي في ثورته ولم يطلب المعونة منهم.
ليس هناك نظاما أخطر على المجتمعات البشرية وعلى السلم والأمن العالميين أكثر من نظام آل سعود الديني الوهابي المتطرف الذي غدى استمراره في حكم الجزيرة العربية يشكل خطر كبير على الأمن والسلام العالميين ولما يملكه النظام المذكور من قابلية لزرع الفتن والارهاب والأفكار التكفيرية وتفريخ الاصوليين المتعطشين للقتل والدماء.
النظام السعودي يدعي انه يحارب الارهاب وهو ادعاء كاذب وما يجري من صراع وعمليات كر وفر بين الحين وأخر بين قوات الأمن ومجموعات سلفية هو في الأساس صراع على النفوذ والسلطة أكثر مما هو صراع في الأفكار والمنهج حيث ان كلا الطرفين يحملان توجها واحدا ويجمعهما قاسم مشترك يتمثل في ضرورة نشر الفكر المتطرف السلفي والوهابي الذي تقوم عليه دعامة مملكة آل سعود الوهابية،هذا الفكر التكفيري الذي مايزال النظام متشبث به ولم يبدي أي استعداد للتنازل عنه او اجتثاثه عن المجتمع السعودي وتخليصه من ادرانه ونجاساته التي الحقت الضرر الكبير باالمجتمعات والانسانية جمعاء,والنظام السعودي يدعي الإصلاح وهو اصلاح مزيف بكل هياكله فلم تتقدم السعودية خطوة واحدة نحو مجتمع شرعي مبني على أسس توافقية في أقل حدود بين الحكام والمحكومين.
السعودية دولة عربية المنبت،والأصل،والجذور،والهوية،والتاريخ،لكنها في السياسة صهيونية بامتياز ...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق