صحيفة نيويورك بوست: البحرين قنبلة موقوتة في المنطقة
4 Apr 2011
حذرت صحيفة (نيويورك بوست) الأمريكية من أن البحرين التي تشهد احتجاجات منذ نحو شهر،أصبحت الآن قنبلة موقوتة يهدد انفجارها أكبر ثاني مقر للقوات الأمريكية في منطقة الخليج،وكذلك جارتها السعودية أكبر مصدر للنفط في العالم.
وقالت الصحيفة: (إن تأجيل انفجار البحرين كان له ثمن،فقد دفعت دول الخليج الغنية 10 مليارات دولار لحل المشاكل الاجتماعية بالدولة الصغيرة،وبجانب ذلك وفرت السعودية والكويت والإمارات 4 آلاف جندي ورجل شرطة لتعزيز الأمن في البلاد ونحو 700 ألف شخص).
وتضيف الصحيفة: إن (أساليب القمع التي لم يسبق لها مثيل التي ارتكبت في البحرين لعبت دورا كبيرا في تأجيل الانفجار،فقد اعتقل أكثر من 800 شخص،في حين اختفى 150 آخرين).
وأشارت الصحيفة إلى أن الدراما البحرينية بدأت كإصدار مصغر من (الثورات العربية) ضد الطغاة والتي اندلعت في كل من تونس ومصر وليبيا واليمن وسوريا.
وتوضح الصحيفة أن مطالب المتظاهرين البحرينيين كانت عادلة،وتتمثل في تشكيل حكومة جديدة يرأسها رئيس وزراء يختاره البرلمان،وأعربوا عن أملهم بأن تؤدي انتخابات حرة إلى تمثيل أكثر إنصافا للسكان في البرلمان،ويمثل الشيعة 75 % من السكان،ولهم فقط 18 من 40 عضوا في البرلمان،كما طالبوا بتحسين الخدمات الاجتماعية في جيوب الفقر التي توجد جنبا إلى جنب مع بعض أغنى أحياء منطقة الخليج العربي.
وتتحدث الصحيفة عن أن هذه المطالب لا يمكن تجاهلها،فعند نقطة واحدة تجمع نحو 100 ألف شخص في ساحة لؤلؤ التي أصبحت مفترق طرق وتحولت إلى نقطة تجمع للمتظاهرين ومصدرا للسلطة الأخلاقية لهذا الارخبيل الذي يتكون من 32 جزيرة.
وتقول الصحيفة إنه لفترة من الوقت،كان هناك فصيل معتدل داخل الأسرة الحاكمة في البحرين حيث جرت مشاورات غير رسمية بين ولي العهد ووفد يمثل المتظاهرين الذين يهدفون إلى تحريك الأمة نحو الديمقراطية،إلا أن هذا الحوار تعطل تحت ضغوط السعودية وإيران.
وبحسب الصحيفة،فإن السعودية تخشى أن تقدم البحرين تنازلات لشيعتها الأمر الذي قد يشجع شيعة السعودية على سلوك نفس المنهج،فغالبية سكان المحافظة الغنية بالنفط في الشرق الشيعة،وشاركت المملكة في التخويف من (الهلال الشيعي) الذي يمتد من إيران إلى البحر الأبيض المتوسط وتشمل العراق والبحرين وسوريا بالإضافة إلى اليمن وأجزاء من شرق المملكة العربية السعودية.
وتوضح الصحيفة،أن السعوديين يعتبرون البحرين امتدادا للمملكة في كل شيء فيما عدا الاسم،وكانت الرسالة التي وصلت من الرياض إلى البحرين مفادها أن السعودية لن تتسامح مع حكومة يهيمن عليها الشيعة في المنامة.
إيران هي الأخرى،سعت لتخريب هذا الحوار،فبعد فشلها في فرض حلفائها كحكام للعراق ما بعد صدام،طهران تأمل الآن لتشكيل حكومة لها في البحرين،فمنذ أيامها الأولى،ونظام الخميني تعهد بـ (تحرير) البحرين،وفي عام 1971 ندد آية الله روح الله الخميني الشاه لأنه تخلى عن مطالبة إيران بالسيادة على البحرين،والسماح لها لتصبح مستقلة.
وفي عام 1979،أنشأ لآية الله المتطوعين للجيش لتحرير البحرين وإغلاق قاعدة البحرية الأمريكية،وكذلك (جيش تحرير البحرين) سعى لدخول الارخبيل عام 1980 خلال الحرب الإيرانية العراقية.
وبحسب الصحيفة،فقد هربت طهران أشخاصا إلى البحرين الشهر الماضي للمساعدة على تأجيج الثورة،وبعضهم من المنفيين الذين يعيشون في إيران أو أوروبا،والذين ينتمون إلى فرع حزب الله البحريني،وطالبت السلطات البحرينية حزب الله اللبناني بوقف تهريب الأسلحة إلى المنامة والتحريض على مهاجمة مراكز الشرطة غرب العاصمة.
وتختتم الصحيفة تحليلها بالقول إن ما بدأ كحركة مطالبة بالديمقراطية في البحرين،أصبحت غطاء لصراع بين السعودية وإيران على شكل الشرق الأوسط الجديد الناشئ عن (الثورات العربية) وتراجع الولايات المتحدة في عهد الرئيس أوباما،وقد فازت السعودية في البحرين،ولكن لا تزال القنبلة موقوتة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق