الأحد، 10 أكتوبر 2010

عفوا يا قبس نريدها كويتيه مدنيه حضاريه علمانيه


06/09/2009
عفوا يا قبس نريدها كويتيه مدنيه حضاريه علمانيه
رغم اختلافي مع عنوان مقالة القبس إلا أنني لا انكر تأيدي التام لجوهر المقاله التي تعكس فعلا فكر هذه الجريده التي كان ولازالت من اهم ممثلي الفكر الليبرالي الكويتي. عندما قرأت المقاله الأولى بالخارج وقرأت ردود فعل المؤيدين لها جاءني إحساس أن الروح الليبراليه لم تمت عند الجميع. اما البعض الذي كنا ولازلنا نقول أنه دساس على الفكر التنويري والليبرالي فشيء طبيعي أن ينزعج مما طرحته القبس من حقائق كفيله بكشف قناعه الإسلاموقبلي الذي يحاول أن يخفيه جاهدا سواء كان يلقب نفسه بالوطني أو بالإصلاحي أو ضمير الشعب.
القبس من باب المصلحه العامه تحارب الطائفيه وهنا اتوجه بسؤال سواء لـ القبس أو غيرها من المستعدين للإصغاء هل تظنون أن الكارثه الطائفيه التي نعيشها اليوم كانت سترى النور لو كان النظام التشريعي علمانيا كما هو مفترض بكل نظام تشريعي يراعي حقوق الإنسان كالدستور الكويتي؟ ألا تظنون أن الدستور يناقض نفسه عندما يؤكد على حرية الرأي والإعتقاد وبنفس الوقت ينص على تدخل الشريعه الإسلاميه التي تقمع الحريات وتنتهك حقوق الإنسان بالتشريع؟.
لا يوجد على وجه الأرض أي نظام إسلامي سياسي براجماتي ناجح ومن يتبجح بالعصر العباسي الذي ليس سوى ماضي أتحداه ان يطبق الشريعه الإسلاميه اليوم بشكل يتماشى مع هذا العصر المتقدم الذي منح عقل الإنسان أجنحة تطير به الى آفاق فكريه لن يدركها الفكر الديني وأصحابه الأصوليين.
أن المشروع الإسلامي هو مشروع فاشل حضاريا والدول المطبقه للشريعه الإسلاميه اليوم هي دليل قاطع على ذلك. عندما يرد علينا الإسلاميين أو المنافقين أن هذه الدول لا تطبق الإسلام الصحيح هم مدركين تماما أنهم يكذبون على أنفسهم قبل أن يكذبوا علينا. عندما تتبرون من هذه الدول كمطبقه للمنهج وممثليه من رجال الدين الذين بالغالب اجتهاداتهم الفقهيه لا تروق لهواكم مالذي بقي بالمنهج؟.
نعم نقدر ونحترم حرص القبس وغيرها من الليبراليين بالكويت والدول العربيه على الإنتماء العربي والإسلامي لكن بنفس الوقت نحن نذكرهم أن هذه الإنتماءات لها حدود يجب أن لا تتعداها.
ان كان الإنتماء الإسلامي يعني أسلمة القوانين وتطبيق حدود شريعة الغاب على البشر الاحرار أو الوصايه على الشعب والطعن بسلوكياتهم والتحكم بحياتهم تحت ذريعة النهي عن المنكر والامر بالمعروف أو هضم حقوق أفراد المجتمع الغير مسلمين ؛ فهذا الإنتماء قد تحول من انتماء الى جريمه لن يقبل بها أي حر يدعو الى التنوير والإنفتاح.
وان كان الإنتماء العربي يعني أن نصبح البقرة الحلوب التي ترضع الشعوب العربيه محولة دولتنا الكويتيه الى نموذج طائي يحتضر بإسم الكرم العربي فهذا الأنتماء هو استثمار فاشل وقد أثبت فشله عام 1990. نحترم روابط اللغه والدين والنسب بيننا وبين الشعوب العربيه لكننا لسنا مجبرين أن نحول دولتنا الى ملجأ عام يأويهم من اخفاقات دولهم السياسيه والإقتصاديه.كذلك يا قبس لسنا ملزمين بصراع العرب مع اسرائيل كما تحاولين ان تسوقين.
رغم كل اختلافاتي الجانبيه سواء مع ليبرالي القبس أو غيرهم لا انكر أننا متفقون على الخطوط العريضه وهذا هو المهم. أحد أهم هذه الخطوط هو خط الحريه وعندنا نتكلم عن الحريه لا يهمني من يؤيدني سواء كان مسلما أو قوميا تظل الحريه قيمه انسانيه عظيمه لن نتخلى عنها ولا ينكر منصف أن الحريه سواء كانت الأدبيه أو الإجتماعيه أصبحت مكبله بأغلال دينيه.
الخط الثاني هو زيادة الجرعه الدينيه بمباركة الحكومه وهذا تعدي خطير على النظام المؤسسي القائم على العداله بين المواطنين بغض النظر عن انتماءاتهم الدينيه. الدين لله و الوطن للجميع حتى الغرب المنتشر فيه الإلحاد واللادينيه يطبق هذا المبدأ بمؤسساته سواء العامه أو الخاصه. هل من العدل أن تتجاهل الدوله عقولا علميه وتدعم ماليا ومعنويا نكرات تدعو الناس الى التمتع بالصلاة وغيرها من صور الدروشه الدينيه؟.
الخط الثالث هو الهويه الوطنيه للدوله. لمواليد الثمانينات وما قبلها هل تذكرون كيف كانت الإحتفالات بالمناسبات المميزه كرأس السنه والعيد الوطني؟ هل كان لدينا بالسابق غربان تنعق وتلقب كل شيء بالبدع والضلال؟ هل كان يتجرأ أحد قبل ويقول (بالسعوديه يعملون كذا لماذا لا نفعل مثلهم؟) أين كويت المسارح ومعرض الكتاب كل هذا اختفى وحل محله غلو ديني وهويه قبليه دخيله تريد أن تحولنا الى نموذج ثيوقراطي قبلي كالنموذج السعودي الذي لن نقبل أن يلغي هويتنا الإنفتاحيه رغم احترامنا لشعبه خصوصا المثقفين منهم والتنويرين.
ختاما ...
شكرا لـ القبس وشكرا لكل كويتي حر يرغب بالتصدي للهجمه الأصوليه التي دمرت البلد. شكرا مره أخرى يا قبس لشجاعتك الأدبيه التي يفتقدها الكثير من المحسوبين على الفكر الليبرالي. كم افتقدنا هذا الوضوح وتلك الشفافيه بالطرح الليبرالي الكويتي.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق