05/04/2010
لا ثيوقراطية بالمدنيه ولا مدنيه بالثيوقراطيه
لا أدري كيف يرتكز تشريع دوله حديثه يفترض فيها المدنيه والديموقراطيه على مصادر دينيه تقيم الشؤون والمتغيرات بناء على معايير ثيوقراطيه مبنيه على الإقصاء العقائدي والتطرف المذهبي.
ما دفعني لكتابة هذا الموضوع هو آخر تطورات قضية تولي النساء منصب القضاء بالكويت ورؤية الفتوى والتشريع له. هل يوجد قانون بأي دوله حديثه يرتكز على حديث روي عن فلان وسنده فلان وأخرجه فلان؟! هل نحن بدوله أم مسجد؟! الماده الثانيه التي يستخدمونها على المزاج لتبرير التمييز ضد المرأه وغيرها من الأنتهاكات الصريحه ضد الحريات وحقوق الإنسان ألا يدركون انها تعطي المجال للمطالبه بأمور تناقض ليست فقط المدنيه التي يدعونها وهم بعيدون كل البعد عنها بل حتى نظامهم الإجتماعي القائم.
الماده الثانيه ستعطي المشروعيه لأي ارهابي كي يؤسس معسكرات تدريب للجماعات الإرهابيه الجهاديه فالجهاد جزء من الدين ومن يضمن ان لا تأتي فتوى دينيه مستقبليه تطالب حكوماتنا العربيه بالجهاد ضد الكفار بالعالم؟.
الماده الثانيه ستعطي المشروعيه لأي مهووس كي يتملك الجواري وملكات اليمين ويستقدم الرق فهذه الأمور كلها موجوده بالإسلام.
الماده الثانيه ستعطي المشروعيه لأي اقصائي كي يفرض على الغير مسلمين دفع الجزيه ويبيح دماء من ترك الإسلام.
الماده الثانيه ستعطي المشروعيه لأي متطرف بإنشاء هيئه للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر يتحكم بإسمها في حياة الناس فارضا عليهم الوصايه الدينيه بكل شأن وأمر.
قضية حرمان المراه الكويتيه من منصب القضاء هي اثبات يخرس ألسنة كل الكذابين والمدلسين الذي يدعون عدم وجود تمييز ضد المرأه بالإسلام وتلك ليست القضيه هنا بل القضيه هي ممارسة الدوله وانظمتها ذلك التمييز.
عندما اختارت الشعوب العلمانيه هي اختارت عقلها ومنطقها وجعلتهما المعيار للتشريع. الى متى سنختار الثيوقراطيه الإقصائيه المتحيزه التي لا تعترف بالعقل والمنطق بل بالنقل والهراء الذي يتبرأ منه بكثير من الأحيان أتباع الدين نفسه.
لا يمكن أن نمضي الى الأمام وبنفس الوقت يسيرنا من يريد الرجوع الى الخلف بقيمه الرجعيه المتخلفه فلا يوجد شيء اسمه مدنيه وثيوقراطيه بآن واحد.
عندما تبجحوا بمنح المرأه حقها المسلوب بإمتلاك جواز السفر بالأمس قلت أن ذلك ليس توجها مدنيا بل ذر الرماد في العيون وهاهم اليوم قبل ان ينشف حبر كلماتي يثبتون ذلك فعقليتهم الرجعيه هي المرجع الذي يمارسون بإسمه تمييزهم الثيوقراطي ضد الآخرين سواء كانوا نساء أم غيرهم.
سيبقى شعبنا متعلقا متأرجحا اما ان يصعد قمة الحداثه المدنيه أو يسقط الى هاوية التخلف الثيوقراطي.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق