الحلقه المفرغه في نظام السعوده
17/03/2010
سامي الشمري
اعود الى الكتابه بعد مشروع كنت مشغول به منذ ما يقارب الثلاث شهور والحمد الله انه نجح بفضل توفيق الله ثم جهد جميع الشباب الذين عملو في هذا المشروع.
ولكن موضوعي هو كالتالي،احدى اهداف المشروع كانت استقطاب بعض الرعاه الرسميين وتأجير المساحات الى المطاعم والمقاهي والمحلات وغيرها من ذوي الاهتمام في الاشتراك معنا.
خلال هذه الفتره لاحظت التالي،تعاملي كان بنسبه 95% مع اجانب من جنسيات مختلفه سواء كانت عربيه او اجنبية وذلك في مناصب مختلفه في الادارات ...
مثال على ذلك اني ادخل احدى المحلات لاجد البائع السعودي واحدثه عن الامر فيقوم مشكورا بمناداه رئيسه الاجنبي لكي اعرض عليه الموضوع ومن ثم هذا الرئيس يعطيني رقم رئيسيه الاعلى لاقوم بالاتصال عليه وهكذا الى ان اصل الى الشخص المعني بالامر وصاحب القرار.
خلال هذه السلسله الادارية كان البائع هو الوحيد السعودي والباقي من جنسيات مختلفه تتدرج رواتبها من الاربع آلاف الى ما فوق الثلاثين الف،ويبقى البائع السعودي هو الاقل في الراتب الذي يبلغ اقل من الفين ريال!!!.
حدث هذا في تقريبا كل المحلات التي زرتها ووجدت انه الشباب هم في الطبقات السفليه من الوظائف مثل بائع،رجل امن،مقسم التلفونات،معقب ... الخ.
اما طبقه الموظفين فهم غالبا من العماله الاجنبيه وطبقه المدراء من الاخوة العرب من جنسيات مختلفه مع بعض الاجانب.
بعد المهرجان اقمنا مأدبة عشاء للاحتفال بنجاح مشروعنا واثناء هذه الحفله كنت اتحدث الى احد رجال الاعمال المعروفين في المنطقه الذي اثق في رأيه واتعلم منه كل ما استطيع عليه من خبراته عن هذا الموضوع،اطلق زفرات حاره وبدأ بالحديث المؤلم عن اسباب ذلك.
كان ملخص الحديث عن مجموعه تجارب سيئه جدا مع الشباب السعودي من جميع الطبقات!!!.
من الحاصل على الثانوية فقط الى مهندس جامعي في تخصصات صعبه وحيوية وفي كل قصه كنت استمع واصعق بما اسمع من تصرفات غريبه!!!.
والحق يقال انه قال لي انا اريد سعوديين من ابناء بلدي ولكن مع مجموعه تجاربي جعلني افقد ثقتي بهم تقريبا ولم افقدها كليا لانه الى الان يوجد عندي اشخاص من ابناء هذا الوطن اثق بهم ثقه تامه وهم الشواذ عن قاعده التهرب من توظيف السعوديين.
اعتذر عن كتابه ما قاله لي لانه لن تكفي صفحات للحديث عن هذا الموضوع ولكني فعلا اقتنعت بكلامه،وعندها فكرت باعتقادي الاول بما كنت اسمعه عن السعوديين ما هو الا مجرد مبالغات ولكن المفاجأه هي انه ما خفي كان اعظم!!!.
امس كنت اتحدث عن الموضوع هذا مع ابراهيم (صاخب مدونه برهوم) واثار بعض النقاط الهامه عندما بدأنا بتحليل رحلتي مع الشركات والاجانب وعن حديث صديقي مع تجاربه مع توظيف السعوديين وخرجنا بهذه النتيجه سواء كموظفين او مدراء.
نحن نعاني من عدم وجود ثقافه التوظيف،حيث لا نزال نعيش على ثقافه الوظيفه الدائمه ذات دوام محدد وراتب ثابت اخر الشهر مثل الوظائف الحكوميه او الشبه حكوميه مثل ارامكو وسابك،ذات استقرار نوعي في الراتب والزياده والتأمين الطبي وما شابه.
بعض الشباب يعمل في الشركات هذه ويعتبرها ما يطلق عليه (مطب) لكي يحصل على خبره لكي يتقدم بوظيفه اخرى في القطاعات السابق ذكرها حتى لو كان براتب اقل!!!.
الاجنبي عندما يأتي للعمل يقبل بالقليل لانه لا يريد التنقل الدائم بين الشركات لانه يطمح بمكان مديره بعد سنوات من العمل.
السعودي لا يتقبل نظريه ان مديره من جنسيه اخرى لاسباب النظره الدونيه لبعض شعوب العالم ولا يرضى انه يكون من جنسيه عربيه لاسباب عنصريه تتفاوت نوعها على حسب بلد اصل المدير وحولها يحاك كيف وصل هذا الشخص الى اداره هذا المكان!!!.
السعودي الذي يكون بمرتبه مدير لا يعرف كيف يقيم الحدود بينه وبين موظفيه خاصه لو كانو سعوديين واذا انه اقامها بما يرضي ضميره بعدم تخوين امانه العمل وصاحب المنشأه يصبح مكروها جدا من قبل موظفيه،وان كان يتجاوز عنهم فقد كسب حبهم ولكن على حساب صاحب المنشأه وامانه العمل الموكل به.
المدير السعودي عاده لا يعرف عن علم اداره المجموعه او المنظمه الا السطوة على الموظفين وتأكيد صلاحياته على كرسيه كمدير بطريقه التعامل نفسها مع القطط الضاله بالشارع او تعنيف اطفال صغار عند تخريب الاثاث المنزلي وينعكس هذا على الموظفين بالخصومات او تضييق الخناق على كل الامور وبالاخص التوافه من الامور وعدم موازنه الامور بحكمه لصالح الهدف العام وانما اي اعتراض يعتبر الامر شخصي ومخالفه امر عسكري في ساحه الحرب يجب محاربه مرتكبه بكل الطرق والاساليب.
التعامل المهني لكسب حب المدير لا يكون على حسب العمل والمجهود وانما على اسباب تتعلق بالثقافه التدليس بكيف اكتساب الموظف رئيسه للحصول على الحصانه من اي خطأ قد يقع به.
كل النظريات الاقتصادية والاداريه التي تدرس في المعاهد والجامعات ما هي الا لكي الحصول على الورقه التي تؤهلك للحصول على الوظيفه،التطبيق لما درس ليس مهما جدا عند السعوديين وانما المهم من تعرف.
اقول كل هذا واضيف اليها عباره (الا من رحم ربي) والحمدالله انهم موجودين.
اعود للعنوان واقول حلقه مفرغه،الشركات والمؤسسات مطالبه بالسعودة والاغلبيه من السعوديين لا يوجد لديهم اخلاقيات العمل الصحيحه فكيف من الممكن الحصول على ثقه رجال الاعمال السعوديين في شباب بلدهم بعد ما سمعت من اصحاب الخبره في هذا المجال بما عانو منه؟؟؟.
ربما نظرتي تشاؤمية ولكن لي الحق،انا ابحث عن وظيفه واجد تهرب من ذلك،كنت اقوم بلعنهم على هذا التصرف الظالم،والان اعدت التفكير في كل هذا عندما عرفت السبب او الاسباب ومثل ما يقال عندما يعرف السبب يبطل العجب!!!.
اخر الكلام ...
يـعـيـبـون زمـانـنـا والـعـيـب فـيـنـا.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق