أستميحكم عذرا أيها الحمير
03/05/2008
عتاوية من غير فريج
مدينتي كبيرة،وتشتهر بأشياء كثيرة،ففيها باسقات النخيل والتمر الأصيل،والماء الوفير وكثرة الحمير. وبما أن الحمير في مدينتي كثيرة فسأروي لكم أربع قصص عن أربع حمير الذين لولاهم ما وصف الحمير بالغباء.
أما الحمار الأول فهو حمار شاب له قريبة عراقية تعيش في إيران وقد خطبها بانتظار تصريح الزواج وما إن صارت الحرب وألغيت التصاريح (الفيزا) حتى استغل الفرصة وجعلها تأتي مع أبيها من إيران إلى العراق حتى يأتي ليأخذها من الحدود كما فعل الكثيرون بعد الحرب الأخيرة ضد العراق في (2003). المهم أنه بعد سفر دام خمسة أيام عبر البر من إيران إلى العراق ثم إلى السعودية،جلبها و تزوجها بلا مهر وبلا حفلة زواج وبدون شقة ثم تركها في بيت خالها الذي يسكن البلاد وبعدها ذهب الحمار إلى الكويت حيث يقيم مع والدته وظلت الفتاة المسكينة تتسكع ما بين بيت خالها وبيوت أقاربها وكلما رأى الناس ما هي عليه من جمال وخلق وحداثة السن (16 عاما) قالوا لها لو أنك لم تتزوجي لخطبناك لابننا فيزيدونها حسرة على حسرة. هذا هو الحمار الأول....
أما الحمارين التاليين فهما من قرى مدينتي أيضا ومن قرية اشتهرت بكثرة الزواج،أحد الحمارين هو شيخ طاعن في السن ولا يحتاج حتى للقبر ليقال أنه مات فهو ميت لم يقبر،وله من البنين والزوجات ما يسد عينه ولكن يبدو أن تلك العين لا يسدها إلا التراب. أما الحمار المرافق له فهو شاب من قرية أخرى ولديه زوجة شابة وأطفال،المهم تعاضد الحماران وذهبا إلى العراق وتزوجا من أختين قبل الحرب ولما جاء التصريح المجاني جلبا زوجتيهما إلى البلاد وأعطوهن هواتف خليوية وأموال وعز و أكرموهن ولكن ما حدث أن هاتين الأختين تركتا البيت واختفتا ويأس الزوجان من ايجادهما فاتصلوا بأهلهن في العراق يسألون عنهن فربما رجعوا لبلادهم ولكنهم لم يجدوهم في العراق فاتصل الأهل على الهواتف الخليوية للتأكد من صحة الكلام فردت الأختين بأنهن بصحة وعافية وموجودين في البيت وإن الأزواج يمزحون معهم. بعد أسبوعين من البحث والتعب وجدوهما في مزرعة بعيدة قليلا والمزارع من أوبأ الأمكنة التي يكثر فيها الفساد،بعدها رحلت الأختين لأهلهن على الرغم من أن إحداهن أنجبت ولدا إلا أن الأب ترك الولد مع أمه غير آبه لما قد يجري عليه في ظروف الحرب.
أما الحمار الرابع فقصته حدثت في العراق قبل الحرب أيام النظام السابق. فقد تزوج هذا الحمار من امرأة عراقية زواجا عرفيا وبينما هو في بيتها يرتع فإذا به في يوم يرى رجلا يدخل ولما رأى الرجل القادم غرابة تصرف الحمار انهال عليه ضربا وكاد يقتله لولا أنه أراد أن يعاقبه النظام وما أدراك ما عقاب النظام فسلمه للشرطة وحكم عليه بحكم شنيع تعذيبا ولكن بالرشوة يهون كل شيء فقد علم أهله ورهنوا بيته الذي يسكن في أولاده وأرسلوا له قيمة الرهان رشوة للضابط كي يهربه وفعلا فرّ هاربا كمثل الحمار يحمل أسفارا...
على غفلة منهم اعتقد هؤلاء الحمير أن العراق بلاد النساء الرخيصة أو أنها تايلاند أو روسيا ولم يخافوا الله في نساءهم فما العراق إلا تاج مزين بنفائس الدرر ولكن الفقر جعل صاحبه يبيع أحجاره حجرا بعد حجر فهل من الإنصاف أن نساعده في قلع أحجاره بدل أن نعينه على استرجاعهم.
وأخيرا أستميحكم عذرا أيها الحمير (ذوي الأرجل الأربع) فلا قضايا ولا هموم...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق