الاثنين، 22 أغسطس 2011

الجريمة والعقاب : البحرين مثالاً


الجريمة والعقاب : البحرين مثالاً
17/08/2011
الوطن الجزائري (صحيفة إلكترونية شاملة)
ف. احمد: حاولت أمريكا أن تقنع العالم بأن غزو العراق هو للقضاء على أسلحة الدمار الشامل،فسحقتها ولم تجد ذرة نووية واحدة. وعلى النهج ذاته،فزعت الشقيقة الكبرى المملكة العربية السعودية (لعنة الله عليها) لتحمي شقيقتها الصغرى مملكة البحرين من الغزو الإيراني،فاستباحت القرى لأكثر من ثلاثة اشهر لتخرج ذليلة في ظلمة الليل من دون طلقة واحدة توجه من قبل إيران،لتبقى تمثيلية الأسلحة التي وجدت في مستشفى السلمانية يتيمة! (لاحظ مكان تخزين الأسلحة وعدم إثبات استخدام الثوار للسلاح،ناهيك عن الفشل في توضيح الصناعة الإيرانية للسلاح من قبل الإعلام الرسمي).
في العام 2009 نسجت السعودية (لعنة الله عليها) سيناريو التمييز مع الأقلية الشيعية في المنطقة الشرقية المحتلة فقامت بحملة من الاعتقالات التعسفية،وإغلاق وهدم المساجد الشيعية. وما فعلته البحرين مع الأغلبية الشيعية في ثورة 14 فبراير .. تشابه حد التطابق مع الجارة السعودية (لعنة الله عليها). حيث حرصت السعودية (لعنة الله عليها) على نقل الخبرة إلى قادة البحرين لممارسة نفس اللعبة،فعقد وزير الداخلية الأمير نايف (لعنة الله عليه) والأمير محمد بن فهد (لعنة الله عليهما) (ابن الملك الراحل فهد (لعنة الله عليهما)) اجتماعات مع المسئولين في البحرين.
كما التقي رئيس وزراء البحرين وزير الداخلية الأمير نايف (لعنة الله عليه) في الرياض في 19 أبريل. بعدها التقى محمد بن فهد (لعنة الله عليها) في 22 ابريل الملك حمد (لعنة الله عليها) للتباحث حول الوضع الراهن. (الرياض لم تعطي الضوء الأخضر للبحرينيين فقط للقضاء على الثورة،ولكنها كانت أكثر من شريك فاعل في كل هذا) هذا ما ذكره توبي جونز بجامعة روتجرز بولاية نيوجيرسي،كما استطرد قائلا (إذا كان القلق الأميركي هو أن إيران يمكن أن تلعب دورا أكثر تأثيرا،والشيء الوحيد الذي تنتجه هذه الحملة هو ضمان كون أن هذه النتيجة ستكون حتمية لذلك).
وفي الواقع تجد الفكر الوهابي متجسدا في القرى ونقاط التفتيش وفي مراكز الشرطة بصورة واضحة ومهينة ومقززة ولأول مرة تسمعها الإذن البحرينية (الرافضة،أبناء المتعة،المجوس،الصفويين).
الحرب على الهوية والفصل والقتل والسجن وثم ماذا بعد الحل الأمني؟ نترك هذا السؤال لكي يجيب عليه وزير الخارجية البحريني الشيخ/ خالد بن أحمد آل خليفة (لعنة الله عليهم) في المؤتمر الصحفي الذي عقده في البحرين حينما سأله المراسل الأجنبي: عندما أجليتم دوار اللؤلؤ،شهدت القرى الشيعية اشتباكات،كيف ستستأنفون المحادثات مع المعارضة وكيف ستستأنفون الحوار الوطني؟ علق وزير الخارجية تعليقا اعتبر مزعجا: (سيأتي اليوم التي تأتي قياداتهم لاستئناف المحادثات. لقد شهدنا مثل هذه الإحداث سابقا في التسعينات وقد خرجنا منها ونعلم إننا سنخرج منها).
عند المقارنة بين حوادث التسعينات وبين ثورة 14 فبراير في العام 2011 يتضح لنا فارقا بارزا وهو قدرة الشعوب على إيصال صوتها للعالم من دون خدش،عبر وسائل التكنولوجيا المختلفة من انترنت،فيسبوك،تويتر،البالتوك،والهواتف المحمولة. هذا الفرق هو الذي أحرج الملك باعتباره شخصا غير مرغوب فيه لحفلة زفاف الأمير وليم،وكذلك أحرج ولي العهد في لندن عندما تصدر العناوين الرئيسة في الصحف البريطانية والتي استهجنت استقبال رئيس الوزراء البريطاني له. هذا الصوت هو الذي منع إقامة سباق الفور ميلا وهو الذي أجبر الحكومة على إطلاق سراح الرياضيين بعد ضغوط من الفيفا وهو كذلك سيجبر الحكومة على عودة جميع المفصولين وإلا تأثرت اتفاقية التجارة الحرة التي تضغط عليها نقابة العمال في أمريكا والتي يحاولان وزيرا الصناعة والعمل جاهدين للإبقاء عليها عبر المحاولات المستميتة ووجودهما في أمريكا. ولا ننسى المحكمة الجنائية الدولية التي وإن استغرق عملها فترة طويلة إلا أنها تشكل ضغطا لا يستهان به للنظام الحاكم. هذه الضغوط مصدرها تعريف شباب ثورة 14 فبراير العالم عن حجم التجاوزات والانتهاكات والتي تضغط بدورها على الحكومة. إضافة إلى السمعة السيئة التي حظي بها النظام جراء هذه الانتهاكات المتواصلة .. كما في حبكة ريا وسكينة من دفن القتلى في سرداب البيت وفي النهاية لم تنفع رائحة البخور والطبول من إيصال رائحة الموت إلى الجيران وافتضاح أمرهم.
المحاور السبع التي أشار إليها ولي العهد ستكون هي محاور الحل المستدام ولا شي غير ذلك. مستقبل الشعوب لا يعتمد على نوايا الحكام أيا كان نوعهم أو مزاجهم ولكنه يعتمد على إرادة الشعوب.
ونظرة بسيطة على الوضع الراهن،سنجد أن الشعب مستعد لإنهاك الدولة حتى تحقيق المطالب. ما حدث في التسعينات لن يكون مثل 2011 والشواهد واضحة سياسيا واقتصاديا واجتماعيا والقادم ينبأ بالمزيد.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق