الأربعاء، 9 نوفمبر 2011

مطاوعة آل سعود ناقمون على راشد الغنوشي ويتهمونه بالتخلي عن الإسلام ومُمالأة إيران


مطاوعة آل سعود ناقمون على راشد الغنوشي ويتهمونه بالتخلي عن الإسلام ومُمالأة إيران
الأحد: 06 نوفمبر 2011
جزيرة العرب نيوز (صحيفة يومية عربية إلكترونية)
والحامدي ربيب آل سعود يُلمح أنهُ يمكن أن يفضح الغنوشي من خلال تسريب وثيقة قديمة قدمها الغنوشي لابن علي
بعد أن فشل النظام السعودي في تسويق أحد المُرتزقة المُدعومين مالياً من قبل السعودية،وهو محمد الهاشمي الحامدي صاحب قناة المُستقلة في لندن،بدأ النظام السعودي يُمارس سياسة الاحتواء بالنسبة لزعيم حركة النهضة في تونس الذي فازت حركته بالأغلبية في الانتخابات التونسية الأخيرة،حيث بدأ يفتح القنوات مع – راشد الغنوشي – علماً أن السعودية كانت تًصنف الغنوشي كعدو وكشخص غير مرغوب فيه،حيث تم إرجاعه مرتين من مطار جدة إلى لندن دون أن يسمح له بأداء مناسك الحج!!
ولم يدر بخلد آل سعود يوماً أن زين العابدين بن علي سوف يهرب من تونس وأن الغنوشي سيعود من لندن ويفوز حزبه بنتائج الانتخابات.
ولأن آل سعود يعلمون جيداً أن راشد الغنوشي صاحب شخصية ضعيفة ومتذبذبة،فقد اضطروا هذه المرة على أن يستقطبوه من خلال فتح القنوات معه عن طريق بعض مطاوعة آل سعود من الجاميين الذين لهم علاقة طيبة معه،لكي يُمهد هؤلاء الأتباع للنظام السعودي للتواصل معه. 
وقد تم دعوة راشد الغنوشي من خلال برنامج (البيان التالي) الذي بثته فضائية دليل السعودية،حيث استضيف رئيس حزب النهضة التونسي الفائز بالانتخابات الأخيرة،وتم توجيه لراشد الغنوشي بعض الاتهامات السعودية حول ممالأته لنظام الملالي في طهران،وعدم تطبيقه للشريعة الإسلامية وتخليه عن مبادئه وأهدافه الإسلامية السابقة،كنوع من الفضفضة والتمهيد للتواصل من جديد.
وقد رد مؤسس حزب النهضة التونسي راشد الغنوشي مؤكداً تمسك حزبه بمبادئ الإسلام،قائلاً: (نحن مسلمون وليس هناك ما يحمل حزب النهضة على التراجع عن مبادئ الدين العظيم) مضيفاً أن (الحزب أعلن منذ عام 1981م أن مهمته هي تجديد الإسلام) وأكد من خلال برنامجه أن مرجعية الحركة هي الإسلام،وحول سؤال عن عدم اعتزام الحزب القضاء على بعض المظاهر المنافية لتعاليم الإسلام كشرب الخمر والتعري،قال (نحن لم نقل يوماً أن الخمر حلال،فما حرمه الله فهو حرام،ولكننا تحدثنا عما سنطبقه والله لا يكلف نفساً إلا وسعها،ونحن لا نسعى إلى تحويل المجتمع إلى مجتمع منافقين ونرى أن الحرية مبدأ أصيل من مبادئ الإسلام،ونعتبرها مدخل إلى الإصلاح ونثق أن مجتمعنا مجتمع إسلامي وسيطبق الإسلام بالتدريج وحسب وعيه به،وأنه لا يرى تعارض بين الحرية والشريعة،فالإسلام هو فطرة الله التي فطر الناس عليها،ولا ينبغي الخوف من الحرية،لأن الناس مفطورون على الخير ولو توفر لهم مناخ الحرية فسيفهمون الإسلام وسيختارونه")
وأضاف الغنوشي: (أن تونس ابتليت بسلطة غاشمة حاربت الإسلام على مدى خمسين سنة وإذا استطاع المسلمين ضمان حرية التدين للمسلم والمسلمة فان ذلك يعد تطور كبير،ودعا علماء الجزيرة العربية إلى عدم قياس الأوضاع في بلدان العالم الإسلامي على أوضاعهم)
وقد هدأ من حدة مخاوف العلماء السعوديين من تحول تونس إلى بوابة لنشر التشيع الإيراني: (مؤكدا على أن تونس بلد سني وليس به مواطن شيعي واحد وأضاف أننا نرى إيران بلد إسلامي ونتعامل معها على هذه الصفة مثل بقية الدول الإسلامية) وعن خطط حزب النهضة في إسناد حقيبتي التعليم والإعلام،وما إذا كانا سيسلمان إلى اليساريين،قال (هذه قضايا إستراتيجية لا ينبغي التسرع في تقرير شأنها) وأنه يفضل الشورى الشعبية والمؤتمرات وسيلة للوصول إلى قرار ناجع حولها،وأضاف أن (أولوية الحزب خلال السنة الأولي هي سن الدستور وإيقاف الفساد والنهب وإيجاد مناخ استثماري جيد لتقليل أعداد البطالة) ودعا المستثمرين الخليجيين إلى الاستثمار في تونس،وعن سؤال حول أسباب رفض النهضة لانضمام تيار العريضة الشعبية بقيادة محمد الهاشمي إلى تحالفاتها قال نحن نتعامل في تونس مع كل الأحزاب وليس لدينا منزع إقصائي تجاه أي تيار.
وقد اعتبر الجامي السعودي سعد البريك (لعنة الله عليه) خلال تداخله مع البرنامج قي اليوم التالي قائلاً: (أن مشروع النهضة لن يكون خلافة راشدة ولكن يحسب له مجاهدته وسط المنافسة الشديدة في المعترك السياسي) وحول سؤال عن توقعه بمدى ترحيب الدول العربية بنجاح النهضة،قال (لن يكونوا سواء،لكن المهم هو مشروع الحزب وثقة الشعب به) وأضاف أن حزب النهضة لا يغيب عنه ضرورة فتح صفحة جديدة مع كل التيارات والثورة تجب ما قبلها،ولا مناص من التعامل مع الواقع الموجود،والسياسة تحتاج إلى البرجماتية الذكية،وحذر التونسيين من الخطر الأيديولوجي الصفوي لتونس وشعبها،ونبه إلى ضرورة الحفاظ على التراث الفقهي للمذهب المالكي وعدم استبداله بولاية الفقيه،ودعا إلى مساندة مشروع النهضة باعتباره مشروع إسلامي.
وحول وصف حزب النهضة لنفسه بأنه حزب علماني أعرب الجامي السعودي محمد السعيدى (لعنة الله عليه) عن تفهمه لدوافع الحزب في ضوء الخيارات المتاحة أمامه،وأثنى على خوض الحزب لتجربة الانتخابات وعدم ترك الساحة لليبراليين والعلمانيين،وقال أنه يوافق على مشاركة حزب النهضة مع غيره من التيارات الموجودة في حكومة غير إسلامية التوجه كحل مرحلي،لكنه يرفض أن تنسب الأفكار العلمانية التي يمثلها حزب النهضة إلى الإسلام،وقال (أتفهم أن الحرية والتعددية قضايا مرحلية،وأرفض التحدث عنها من منطلق تأسيسي وأدعو الغنوشي إلى الإعلان عن أن حزب النهضة لا يمثل الإسلام،وأن الحل الإسلامي الذي يفهمه،تكون فيه الشريعة الإسلامية حاكمة على القوانين والدساتير).
ومن جهة أخرى فقد تهالك الذنب السعودي محمد الهاشمي (لعنة الله عليه) صاحب قناة المُستقلة وحزب العريضة الشعبية التونسي،مؤكداً عن استعداده الكامل للتحالف مع حزب النهضة،زاعماً على أنه يعتبر فوز العريضة والنهضة بمثابة فوز للتيار الإسلامي،ودعا راشد الغنوشي إلى قبول التحالف مع تياره،وأكد أنه لم يحرض سكان سيدي بوزيد على الاحتجاج،ذاكراً أنهُ لا نية له لتسريب أصل وثيقة الصلح التي سبق وعرضها الغنوشي على الرئيس المخلوع بن على قبل الإطاحة به،ونفي تلقيه لأي دعم من الدول خليجية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق