الجمعة، 28 أكتوبر 2011

الحرب المجنونة


كلنا مع ايران ضد الاشرار
We are all with Iran against the wicked
الايراني ما احلاه الايراني كلنا معاه
الحرب المجنونة
26/10/2011
شبكة أمين الإعلاميـة
مروان صباح (عضو اللجنة للدولية للتضامن مع الشعب الفلسطيني): وقع ما كنا نخشى أن يقع وبدأ يتزحزح باب من أبواب جهنم ليطل لهب الفتنة التى لو لا قدر الله وإندلعت الحرب ما بين العرب والإيرانين لن تكون لها نهاية،فثمة أثار تركتها الحرب الأولى المجنونة التي إنتهت في أواخر الثمانينيات والتي كان يرفع كل طرف بها شعاراً لكي يبرروا لمن سيقتل فيها لاحقاً،فالأول دفاعاً عن البوابة الشرقية بحيث جاءت القسمة بعد الحرب العالمية الاولى قاسية الجغرافيا وأصبحت لها بوابتين الأولى بإتجاه إسرائيل تم تأجيلها لِمَ لا نهاية والاخرى إيران تم تقديمها،أما الثاني لا يعرف طريق لتحرير فلسطين إلا من خلال إحتلال العراق كأن سوريا حليفتها وحدودها لا تصلح عسكرياً للإنطلاق لذات الغاية.
لن نذوب في تصريحات الولايات المتحدة والمؤامرة التي تتحدث عنها بشكل مفاجىء وبوتيرة عالية ولن ننجر وراء تذاكي الكلمات التي تحاول الخارجية الامريكية إقناعنا بأن سعادة السفير السعودي في واشنطن بات ذات أهمية دولية يتطلب التحرك من أجله في الوقت الذي تم تجاهل محاولة الإغتيال بعد المشاجرة التاريخية التي حصلت أثناء القمة العربية بين قتيل اليوم القذافي والعاهل السعودي،فيما لم تحرك ساكناً لا الولايات المتحدة ولا الإتحاد الاوروبي بل العكس أُستقبل القذافي وجماله وخيامه المحببة له في عواصمها،جميع محاولات التمرير للأسافين في لعبة ثلاث ورقات كي يقع الفأس بالرأس وتعاد الحكاية إلى النقطة التي إنتهت عندها حرب الخليج الأولى لكن بشكل أوسع وأكبر وإمكانياتها مخيفة بين منظومة سلاح تعد الأعنف في المنطقة.
لقد توقفت الحرب الساخنة لتنطلق الحرب الباردة فمنذ ذاك اليوم وهناك تأجيج طائفي تعاظم شأنه في السنوات الأخيرة ليتحول داخل كل بيت في الأمة،إلا أن ارتفاع سقف التصريحات تدلل أن هناك حقائق لا بد من الإشارة والإنتباه إليها،بأن إيران إبتداءاً من مسيرة التفوق العسكري إلى سعيها الدؤوب الداعم للمواطنين الشيعة في الدول العربية وتحريضهم على المطالبة بحقوقهم والإرتكاز على القضية الفلسطينية بهدف إحراج الأنظمة العربية بتقصيرها إتجاه تحرير فلسطين ومساندة اهلها المنكوبين أدى إلى إحتقان قد تزايدَ خصوصاً بعد إغتيال الرئيس رفيق الحريري وإعدام الرئيس صدام حسين بطريقة تنطوي تحت مشهد طائفي والذي كان يُعتبر عند العرب بالأقوى.
ترنح النظام السوري يعني بداية تراجع المشروع الإيراني في المنطقة وقد تخسر منتقطين هم الأهم لديها العراق ولبنان التي بدورها تعتبر أنها أوقعت الولايات المتحدة في مصيدة فخها عندما زجت الاخرى قواتها بالتدخل ميدانياً في أفغانستان والعراق والتي دفعت الثمن الباهظ أدت إلى نكستها إقتصادياً وربما السبب بإفلاسها،مما جعل الرئيس أوباما أن يتعلم من الدرس الماضي كيف يتعامل مع المستقبل في حروبه القادمة بحيث تبلورت إعتماديته على إستراتيجية الضربات الجوية والبحرية عن بعد،فثبت انها الأنسب على غرار ما حصل في ليبيا،وهي أشبه بإستراتيجية الضباع التي تنتظر إنقضاض الاخر على الفريسة والإيقاع بها لتجهز عليها وتمتص نخاعها.
إيران ليست بدولة ذات تطلعات سياحية تنتظر موسم السياحة كي توفر فرص عمل لمن يعيش داخلها كما حدث في مصر بفضل سياسات مبارك ولا تتنافس مع الدول الجوار على جلب السُياح بل هي دولة لديها مشروع إقليمي واضح المعالم وتسعى من خلاله التأثير على القوى العظمى بالإضافة لبرنامج نووي قريب التحقيق،ثمة في الجهة الأخرى حقيقة ليست أقل شأناً فـ السعودية ومجلس التعاون الخليجي تراكم لديهم عبر السنوات السابقة قوة إقتصادية ونفوذ مالي عالمي يضاف إليه قوة عسكرية تعتبر الأقوى من حيث التجهيز مما أعطى المملكة السعودية الدور الأكبر بعد سقوط النظام العراقي البعثي في حل كثير من القضايا العربية وعلى رأسها تبنيها مبادرة السلام العربية مما جعلت للسلام مع إسرائيل سقفاً من الصعب تخطيه،يأتي الرهان الأمريكي الإسرائيلي تجزئة الدول العربية إلى كيانات صغيرة بحيث يتم تهجير الصراع من سياقه التاريخي مع إسرائيل إلى سياق جغرافي مصطنع الذي إذا نجحت بتنفيذه يضعف الطرفين ويفرغهما من قوتهما تماماً كما فُعل مع العراق وتنتهي إمكانياتهما في النهر الذي يسهل في المستقبل تجزئتهم تحت ذرائع الإثنية والطائفية،مما تعيد إسرائيل مكانتها المتفوقة عسكرياً وإقتصادياً والتى باتت تفقدها منذ عام 2006م نتيجة حربها مع حزب الله وتعاظُم الدول ذات جغرافية شاسعة وديمغرافية هائلة الذي جعل الإستحالة العيش بتفوق دائم.
إيران تتعامل مع الحدث بالإنكار وتجاهل لكل ما يقال في الإعلام ويواصلون حياتهم كما أن لم يحصل شيئاً،جاءت العملية مختلفة عن نمطيتها المعروفة في التخطيط والتنفيذ بحيث نعتقد بأنها أرادت إنقاذ النظام السوري المتهاوي كما يبدو يعد أيامه الأخيرة لهذا سارعت بخطوتها التي أوقعتها في مطب الفضيحة السياسية.
أن المعاتبة الدبلوماسية ستفهم بالإستخفاف لأنهم يعتبرون الصادق بين الكذابين ضحية محتمة،فالخطوات كلها تشير إلى إعادة زج المنطقة في حروب مجنونة لا يعرف الداخل فيها من أجل ماذا يقتل ويبدو أن من لا يشرب من نهر الجنون سوف يعاقب بكل القسوة التي يملكها المجانين فإلى أي جنون أنتم ونحن ذاهبون.
والسلام.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق