الجمعة، 21 أكتوبر 2011

مصير السعودية ، عندما يفل الملك السعودي عبد الله


كلنا مع ايران ضد الاشرار
We are all with Iran against the wicked
الايراني ما احلاه الايراني كلنا معاه
مصير السعودية ، عندما يفل الملك السعودي عبد الله
17/10/2011
ايران عرب نت
غالبية التصورات والتوقعات تشير بوضوح الى ان موت هذا الملك الغائب عن الانظار منذ مدة سيؤدي الى تفجر الوضع الامني والسياسي في البلاد ووضع النظام اللاديمقراطي في السعودية على شفير فوضى عارمة
مصدق مصدق بور (مدير موقع ايران عرب نت): اکثر من علامة استفهام تعترض مستقبل تطورات الوضع في السعودية بعد وفاة الملك عبد الله بن عبد العزيز 86 عاما ، الذي تجزم كل الادلة على وفاته لیلة الجمعة الفائتة او انه يعيش حاليا سكرات .
اذن ، السؤال الابرز الذي يطرح نفسه اليوم وبقوة على الارض السعودية هو: كيف ستكون الصورة المستقبلية للمملكة العربية السعودية في غياب الملك عبد الله؟ .
غالبية التصورات والتوقعات تشير بوضوح الى ان موت هذا الملك الغائب عن الانظار منذ مدة سيؤدي الى تفجر الوضع الامني والسياسي في البلاد ووضع النظام اللاديمقراطي في السعودية على شفير فوضى عارمة ، بسبب التناحرات التی ستطفو على السطح دون شك نتيجة للطابع القبلي والتقليدي الطاغي على هذا النظام ، خاصة وان هيكلية السلطة في هذا البلد  ترتکز على توزيع المناصب السيادية بین رجال القبائل المتحالفة مع البلاط .
تتقاسم قبيلتا الشمري والسديري مفاصل السلطات الامنية والسياسية والمالية والعسكرية في البلاد وتشاركهما بحصص أقل قبائل بني خالد  وبني تميم والعنزة والعجمان .
یحتفظ السديرون لانفسهم حالیا بحصة الاسد في التحكم بمقاليد المراكز والمناصب الدينية والامنية الحساسة بالاضافة الى الحرس الملكي ، فيما تقبع السياسة الخارجية والنفط في يد الشمريین وتتوزع مراكز المال والبورصات بنسب تكاد ان تكون متساوية بين افراد القبائل الاخرى .
أما الوهابيين ، فان غالبيتهم من الطائفة السديرية وهم على خلاف ايديولوجي حاد مع طائفة الشمري وهي الاقرب لشیعة هذا البلد.
همزة الوصل بين الملك عبد الله والشمریین تکمن فی امه (فهدة بنت عاصي الشريم) الرئيس السابق لقبيلة الشمري. علما ان الملك الاسبق عبدالعزيز اقترن بطائفة الشمري من خلال اربع زوجات .
مما هو واضح ان قوة ونفود كل طائفة في البلاد رهن بقرب تلك الطائفة من الملك والبلاط ، من هنا فقد اخذ نفوذ الشمريين بالتوسع والازدهار منذ ان اعتلى الملك عبد الله العرش السعودي عام 2005.
اما طائفة السديري التي كانت دوما منافسا عنيدا لطائفة الشمري فانها تعتبر الاقرب الى ولي العهد المريض سلطان بن عبد العزيز ، وهذا ما يوضح سر وبواعث خشية رجال هذه الطائفة من وفاة الامير سلطان قبل ان یعتلي العرش.
لقد كانت أم الامير سلطان بن عبد العزيز (حصه بنت احمد السديري) الزوجة الاقوى للملك عبد العزيز وهي والدة الملك فهد والامراء سلطان وسلمان وتركي ونايف وعبد الرحمن .
  اختار الملك عبد العزيز الملك السعودي الاسبق 32 زوجة من مختلف القبائل المتنفذة والقوية في البلاد وانجب منهن  70 ولدا وبنتا.
بعد اعتلاء الملك السعودي الخامس فهد العرش في يونيو 1982 ، استطاع اعضاء الطائفة السديرية ان يعززوا من اركان سلطتهم لاسيما في المراكز الدينية الحساسة مثل هيئات الامر بالمعروف والنهي عن المنكر . ومنذ ذلك الحين ، أضحت المناصب السيادية في وزارة الدفاع والحرس الملكي وجهاز الامن والسفارات الاساسية في قبضة أفراد هذه الطائفة ، رغم ان موت الملك فهد بن عبد العزيز في اغسطس 2005 ووصول شقيقه من أم اخرى (الملك عبد الله) الى السلطة ، اديا لتوسيع سلطة الشمريين داخل أحشاء النظام .
تبعا لتقاليد العرب الجاهلية التي كانت ترى قدرة ونفوذ كل قبيلة رهنا بكثرة الرجال وكثرة القرابة السببية لكل قبيلة مع القبائل الاخرى ، فان قبيلتي الشمري والسديري كانتا تفخران بان الملك السابق اختار عدد اكبر من الزوجات منهما.
الواقع ان العودة الفجائية لـ بندر بن سلطان السفير السعودي السابق الى الرياض والتعطل المفاجئ للجامعات في البلاد عكسا مدى التدهور الصحي للملك عبد الله .
يعتبر بندر بن سلطان رئيس المجلس الاعلى للامن القومي السعودي الذي كان سفيرا للبلاد في الولايات المتحدة على مدى 22 عاما من اقوى العناصر المؤثرة داخل الاسرة السعودية .
ولد بندر بن سلطان من ام زنجية كانت تعمل في البلاط وله علاقات وطيدة مع الجمهوريين في امريكا .
واستطاع بندر خلال الفترتين الرئاسيتين لجورج بوش الاب والابن ان يقنع الكونغرس الامريكي بارسال اسلحة متطورة للغاية الى السعودية .
ويعود السبب في ذلك الى ان ان سلطان بن عبدالعزيز والد بندر  كان شريكا لاسرة بوش في شركة للتنقيب عن النفط في تكساس برأسمال يبلغ  500 ميليون دولار.
من هنا استطاع بندر بن سلطان ان يلعب دورا بارزا في حرف مسار التحقيقات حول حادثة 11 سبتمبر 2001 رغم ضلوع نحو 17 الى 18 سعوديا في العملية.
وعلى ما يقال ان بندر بن سلطان دفع اموالا باهضة على الدعاية الانتخابية للفترتين الرئاسيتين لجورج بوش ولهذا كان بوش نفسه يعتبر نفسه على الدوام مدينا لاسرة آل سعود .
بعد وقت قليل من حادثة 11 سبتمبر 2001 ، اتهم بوش بعض دول المنطقة بدعم الارهاب دون ان يشير الى هوية الضالعين الرئيسيين في تفجير برجي مركز التجارة العالمية بنيويورك.
يفوق عدد افراد الاسرة السعودية التي تتحكم اليوم بمفاصل السلطة في البلاد 6 الاف شخص ويحتل جميع هؤلاء المناصب السيادية والحساسة في البلاد وهذا ما سيفضي الى وقوع نزاعات حادة بين افراد الاسرة بعد وفاة الملك عبد الله .
في الوقت ذاته ، تستعد الولايات المتحدة منذ مدة لاحتواء تبعات وفاة عبد الله وتقوم باجراء اتصالات مستمرة وواسعة النطاق مع ابناء واحفاد الملك عبد العزيز .
الواقع ان الزيارات المتعددة لكبار المسؤولين العسكريين والسياسيين الامريكيين الى السعودية وبينهم الجنرال ديفيد بترايوس القائد السابق للقوات الامريكية ورايان كروكر السفير الامريكي السابق في العراق ومشاوراتهم مع الاسرة السعودية الحاكمة تعكس جليا مخاوف وقلق امريكا من موت الملك عبد الله .
وحذر الجنرال بترايوس في لقاءاته المتعددة مع الجنرالات السعودية من القيام باي محاولة انقلابية في حال وفاة الملك . فيما اكد رايان كروكر على ضرورة انتخاب الرجل الثالث في السلطة نايف بن عبد العزيز وزير الداخلية  77 عاما خليفة للملك عبد الله . وتاتي هذه الرغبة الامريكية في ظل معاناة وزير الخارجية سعود بن فيصل ورئيس المجلس الاعلى للامن القومي بندر بن سلطان من المرض عبدالعزيز .
كما ياتي الطلب الامريكي بانتخاب نايف الابن الحادي عشر للملك الاسبق عبد العزيز ملكا للبلاد كونه لعب دورا مؤثرا في قمع تنظيم القاعدة .
وعليه ، يبدو ان الموت المحتمل لولي العهد سيؤدي الى احداث فراغ سياسي ووقوع تسونامي سياسي في البلاد وفي المنطقة على اكثر احتمال نظرا للنسيج القبائلي لنظام آل سعود ومطالبة القبائل بحصص في الحكم.
وقد تؤدي النزاعات الفبائلية في السعودية بعد عبد الله الى تجزئة البلاد الى قسمين شرقي وغربي بين طائفتي السديري والشمري الامر الذي لا يكون من المستبعد ان تجتاح البلاد موجة كبيرة من الفساد بين احفاد الملك عبد العزيز وتوسع الهوة بين النظام والشعب .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق