أسرة سعودية تعيش في العراء بعد الهبة الملكية
08/06/2011
هيئة شيعة طنجة
نشرت صحيفة عكاظ في صفحتها الأخيرة يوم أمس صورا تقطر فقرأ وألما ولكنها اكتفت بوضع عنوان قالت فيه (أب وأم حامل و10 أطفال ينامون في العراء في حديقة قصر خزام جنوبي جدة)،ولعل الصحيفة منعها الحياء والخجل من أن تقول بأنها أسرة سعودية تعيش مأساة فقر مدقع دقّت أحلامها تحت وطأة التجاهل وسدت عنها تصريحات المسؤولين عن ملف الفقر بـ (أننا وطن بلا فقراء) كل ينبوع أمل في التنمية وجعلتهم أسرى لقحط الحرمان والخوف والعراء في بلد يهدي الحياة والخير والنماء لبلدان عديدة وبعيدة في أقاصي الأرض وينام بعض أهله جوعى وتحتهم بحر من ذهب اسود كأني به يمور من غيض .. كمدا وقهراً عليهم.
هذه الأسرة السعودية بدأت فصول (جديدة) في مأساتها مع الفقر بعد أن جرفت سيول الفساد منزلهم الرث في كارثة سيول جدة قبل عام فانتقل بهم والدهم الذي (يعمل حارس أمن في إحدى الشركات براتب شهري مقداره ألف ريال) إلى منزل شعبي لم تمهله الحاجة والعوز أن يهنأ به لعدم قدرته على سداد الإيجار،فطرد إلى الشارع هو وأطفاله العشرة وامرأته الحامل،ليستقر متشردا في أحدى حدائق جنوب مدينة جدة يلتحف العراء والخوف ويقتات أبناءه فتات الطعام الذي يجدونه في القمامة.
من سخرية الألم أن هذه الأسرة استوطنت حديقة (خزام) على بعد أمتار قليلة من البنك الإسلامي للتنمية .. هذا البنك الذي يقيم المؤتمرات ويسن النظريات في التنمية والاستدامة والرفاه .. ويرسل سنويا مليارات الدولارات لتنمية أماكن بعيده حول العالم .. ومبناه الفخم يتربع وسط كومة من الفقر في حي يستوطنه الفقراء .. حي ميت .. لا يعرفه الناس الا بذلك المبنى الشاهق الذي لو كلف أحد قاطني مكاتبه الفارهة – على ضميره – وتجشم عناء النظر من نافذة مكتبه الى جيرانه لأدرك بأن التنمية التي يتحدثون عنها كذبة فقيرة .. وبعيدة جداً.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق