هذا قبر اللعين معاوية بن أبي سفيان
30/03/2009
منتدى أول دمعة الثقافي
ملكة الورد:
اللهم صلى على محمد وآل محمد
هنا دفن معاويه بن ابي سفيان ...
كان معاويه في حياته يسكن في قصر فخم والان قبره خلف اسوار من حديد مصدي
واذا اردنا توصيف الحال نذكر هذا الموقف من الشاعر محمد مجدوب السوري
عندما تأسست المملكة العراقية في الربع الاول من القرن العشرين،قامت الحكومة العراقية حينها باستضافة الشخصيات العربية من فقهاء و ادباء لتعريفهم بالمملكة،و كان من بينهم الشاعر محمد مجذوب السوري،و عندما زار الوفود النجف الاشرف و شاهد الشاعر مقام الامام علي بن ابي طالب (عليهما السلام)،تعجب مما رأى من بنيان شامخ مهيب و الزوار يحيطون بالقبر الشريف فقرر بعد عودته الى سوريا ان يزور قبر معاوية بن ابي سفيان،فرأى عجب العجاب و كانت النتيجة هذه القصيدة. و قد نشرت في الطبعة الاولى من ديوانه و لكن عملت دولارات البترول سحرها و ضغوطات الدول فعلها مما ادى الى اختفاء القصيدة من الطبعات اللاحقة. و اليكم القصيدة:
أين القصور أبا يزيد ولهوها *** والصافنات وزهوها والسؤددُ
اين الدهاء نحرت عزته على *** أعتاب دنيا زهوها لا ينفدُ
آثرت فانيها على الحق الذي *** هو لو علمت على الزمان مخلدُ
تلك البهارج قد مضت لسبيلها *** وبقيت وحدك عبرة تتجددُ
هذا ضريحك لو بصرت ببؤسه *** لا سال مدمعك المصير الأسودُ
كتل من الترب المهين بخربةٍ *** سكر الذباب بها فراح يعربدُ
خفيت معالمها على زوارها *** فكأنها في مجهل لا يقصدُ
والقبة الشماء نكس طرفها *** فبكل جزء للفناء بها يدُ
تهمي السحائب من خلال شقوقها *** والريح في جنباتها تترددُ
وكذا المصلى مظلم فكأنه *** مذ كان لم يجتز به متعبدُ
أأبا يزيد وتلك حكمة خالق *** تجلى على قلب الحكيم فيرشدُ
أرأيت عاقبة الجموح ونزوة *** أودى بلبك غّيها الترصدُ
تعدوا بها ظلما على من حبه *** دين وبغضته الشقاء السرمدُ
ورثت شمائله براءة أحمد *** فيكاد من بريده يشرق احمدُ
وغلوت حتى قد جعلت زمامها *** ارثا لكل مدمم لا يحمدُ
هتك المحارم واستباح خدورها *** ومضى بغير هواه لا يتقيدُ
فأعادها بعد الهدى عصبية *** جهلاء تلتهم النفوس وتفسدُ
فكأنما الأسلام سلعة تاجر *** وكأن أمته لآلك أعبدُ
فاسأل مرابض كربلاء ويثرب *** عن تلكم النار التي لا تخمدُ
أرسلت مارجها فماج بحره *** أمس الجدود ولن يجّنبها غدُ
والزاكيات من الدماء يريقها ****** باغ على حرم النبوة مفسدُ
والطاهرات فديتهن حواسرا *** تنثال من عبراتهن الأكبدُ
والطيبين من الصغار كأنهم *** بيض الزنابق ذيد عنها الموردُ
تشكو الظما والظالمون *** أصمهم حقد أناخ على الجوانح موقدُ
والذائدين تبعثرت اشلاؤهم *** بدوا فثمة معصم وهنا يدُ
تطأ السنابك بالظغاة أديمها *** مثل الكتاب مشى عليه الملحدُ
فعلى الرمال من الأباة مضرج *** وعلى النياق من الهداة مصفدُ
وعلى الرماح بقّية من عابد *** كالشمس ضاء به الصفا والمسجدُ
ان يجهش الأثماء موضع قدره *** فلقد دراه الراكعون السّجدُ
أأبا يزيد وساء ذلك عثرة *** ماذا أقول وباب سمعك موصدُ
قم وارمق النجف الشريف بنظرة *** يرتد طرفك وهو باك أرمدُ
تلك العظام أعز ربك قدرها *** فتكاد لولا خوف ربك تعبدُ
ابدا تباركها الوفود يحثها *** من كل حدب شوقها المتوقدُ
نازعتها الدنيا ففزت بوردها *** ثم انقضى كالحلم ذاك الموردُ
وسعت الى الأخرى فخلد ذكرها *** في الخالدين وعطف ربك أخلدُ
أأبا يزيد لتلك آهة موجع *** أفضى اليك بها فؤاد مُقصدُ
أنا لست بالقالي ولا أنا شـامت *** قلب الكريم عن الشتامة أبعدُ
هي مهجة حرى اذاب شفافها *** حزن على الاسلام لم يك يهمد
ذكرتها الماضي فهاج دفينها *** شمل لشعب المصطفى متبددُ
فبعثته عتبا وان يك قاســـيا *** هو في ضلوعي زفرة يتردد
لم استطع صبرا على غلوائها *** أي الضلوع على اللضى تتجلدُ
... ... ... ... ...
وهنا النجف الاشرف مقام امير المؤمنين الذي عاش حياته عيش الزهداء وجالس الفقراء ولبس اللبس الخشن فرق بين هذا القبر وذاك
الله يبلغنا في الدنيا زيارته وفي الاخره شفاعته
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق