الاثنين، 2 مايو 2011

لا تجوز طاعة ولي الأمر الظالم شرعاً



International Labor Day (01/05/….) يوم العمال العالمي



لا تجوز طاعة ولي الأمر الظالم شرعاً

أحمد عبد الرحمن: قرأنا وتعلمنا ودرسنا في مناهجنا الدراسية و سمعنا في المساجد ومن الخطباء ومن كل أبواق الأنظمة الحاكمة ووسائل إعلامها بعدم جواز الخروج على ولي الأمر شرعاً،ووجوب السمع والطاعة وصدرت بذلك أحاديث كثيرة نسبت إلى الرسول الكريم (ص).
ولكن عندما نقرأ ونتمعّن في التاريخ الإسلامي نجد تجاهلهم العجيب لأئمة الأمة،والصّحابة رضوان الله عليهم ...
* فهذا أبي بكر [رضي الله عنه] يقول (فإن أحسنت فأعينوني،وإن أسأت فقوموني) (أطيعوني ما أطعت الله فيكم فإن عصيته فلا طاعة لي عليكم) هذا نص صريح من خطبة أبي بكر في جواز الخروج على ولي الأمر الظالم أو الذي لم يطع الله في رعيته ...
فإن كان هناك فعلاً حديث عن رسول الله (ص) في وجوب طاعة ولي الأمر الظالم .. فلا يعقل أن يخالفه أبي بكر في خطبته ...
ولن يكون زعمائنا أصحاب السمو والفخامة والسيادة أعظم وأقدس من أبي بكر أول خليفة للمسلمين بعد رسول الله (ص) عندما قال (أطيعوني ما أطعت الله فيكم فإن عصيته فلا طاعة لي عليكم) ...
كذلك الأئمة الأربعة متفقون من حيث النظرة السياسية للثورة والخروج على الظالم ــ ولكن (أتباع) هؤلاء الأئمة (بعدهم) قد (رُوِضّو و دُجِّنوا) في كثير من الأحيان لصالح السلطات الحاكمة.
* فالإمام أبو حنيفة يرى جواز ومشروعية الثورة بل ووجوبها على الظلمة بدليل أنه يقول عند خروج الإمام زيد في ثورته على الظالم لقد ضاهى يوم خروجه خروج رسول الله يوم بدر،بينما اللآحقين للأمة شددوا في عدم الخروج على الظلمة وعلى وجوب طاعتهم وصنعت أحاديث لهذا العرض منها (ولو أخذ مالك واوجع ظهرك إلخ ...) وتناسوا الحديث الصحيح (أفضل الجهاد كلمة حق عند سلطان جائر) و قد حرّموا الخروج وأكرهوا الأمة على العبودية والمذلة وذلك بقولهم بأن الخروج  فتنة،وبذلك جعلوا الظلمة هم المصيبون والمؤمن بالله و القائل لكلمة الحق هو المخطئ،أما الإمام أبا حنيفه فقد مات في سجن العباسيين الظلمة وأخبر عندما سؤل عن خروج الإمام زيد أفتاه بأن الذين خرجوا مع الإمام زيد أفضل من الذين خرجوا للفتح.
* الإمام مالك أيضاً أفتى بأن بيعة أبي جعفر المنصور لا قيمة لها وأنه ليس على مُكرَه يمين،ولم يتجه الناس لمبايعة النفس الزكية وأخوه من أئمة الزيدية إلا بعد فتوى الإمام مالك وقد أخبروه بأن في أعناقهم بيعة لأبي جعفر فجعل حتى البيعة للظالم لا قيمة لها.
* أكثر من هذا فالإمام الشافعي [رضي الله عنه] خرج داعية للإمام يحي بن زيد،وكان يري أن يوجد قاعدة للثورة في اليمن ولكن الظلمة كشفوا أمره فأخذ مكتوفاً إلى الوالي،وقد ضربت رؤوس كثيرة من رجالات الثورة ولولا شفاعة بعض التلاميذ لضرب عنقه هو الأخر ...
لقد كان  الإمام الشافعي مُخفياً ولائه للثورة وهذه ضرورة ثورية إذ ليس من الضروري أن يظهر كل أتباع الثورة دفعة واحدة،ومثلهم كمثل مؤمن آل فرعون يخفي إيمانه.
* الإمام أحمد بن حنبيل ضرب وسجن في سبيل رأيه ورفض أن يهادن الظلمة أو أن يتنازل عن رأيه وهذا هو الوضع الصحيح.
وكذلك المذهب الزيدي المعروف عند الكل باعتداله ووسطيته .. لم يُهضَم كل هذا الهضم ويُحارب كل هذا الحرب من زمن الإمام زيد إلى اليوم .. والتشهير والافتراء من الحكام وأبواق إعلامه إلا لأنه يجيز الخروج على  الظالم ...
ولذا فلزم أن نعرف أن الخروج على الزعيم أو الرئيس أو الملك إذا صدر منه ظلم واضح على شعبه جائز بل واجب ديني ووطني .. وليس هناك كلام بعد كلام الله عز وجل في آية واضحة وصريحة (ولا تركنوا إلى الذين ظلموا فتمسكم النار) فأي آية بعده يؤمنون ...
وما نراه اليوم من ظلم وفساد وإفساد صار واضحاً ورائحته نتنة وتزكم الأنوف ...
قال تعالى: (ولا تركنوا الى الذين ظلموا فتمسكم النار). آية صريحة وواضحة،وكذلك قوله تعالى: (إن الله يأمر بالعدل والإحسان) .. فكيف تجب طاعة من خالف أمر الله فينا فلم يعدل ولم يحسن ...
وإلى متى .. ومتى نتحرك؟؟؟.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق