ماذا ستقولون لربكم وانتم تقتلون زوار أبي عبد الله (عليه السلام)
22/01/2011
الشيخ/ حسين البيات
شبكة لقاء الثقافية: قبل البدء .. أدعو علماء الإسلام ومثقفيهم ومؤسسات المجتمعات الإنسانية والعالمية إلى إدانة هذه الأعمال المشينة والتي يذهب ضحيتها الأبرياء من نساء وشيوخ وأطفال بحجج واهية وما سكوت المؤسسات المدنية وصمت الإعلام المخلص إلا مبرر لاستمرار هذه الوحشية ودليل على فقدان العالم لمعاني القيم الأخلاقية السامية.
أما من يظن أن هذا القتل سيرهبنا فهو مخطئ جدا،فقد قدم الموالون لأهل البيت (عليهم السلام) أنفسهم وأرواحهم لأجل عقيدتهم الإسلامية والمرتبطة بمحمد (صلى الله عليه واله) وولاية أمير المؤمنين (عليه السلام) والأئمة الأطهار (سلام الله عليهم)،فقتلوا وظلموا وذاقوا كل صنوف الويلات والتضييق ولم يتراجعوا عن مواقفهم قيد أنملة،لاسيما بعد استشهاد أبي عبد الله (عليه السلام) فاستشهدوا بثورة التوابين وزيد والحسن المثنى وغيرها من معارك وسجون وتجويع خلال أربعة عشر قرنا.
ومازالوا يقدمون الغالي والنفيس لأجل هذا الخط الناصع والمتصل بالله عبر أوليائه ومرجعياتهم العادلة.
إن ما يقوم به الإرهابيون الذين فقدوا أي ارتباط بالإنسانية باستهدافهم للأبرياء الذين يتوجهون إلى زيارة أبي عبد الله الحسين (عليه السلام)،يظهر للناس اجمع نوعية هؤلاء المتسترين باسم الإسلام وتحت أحزاب وارتباطات مشبوهة يوجهها الشيطان إلى قتل المؤمنين وما سكوت علماء وزعماء ومؤسسات المجتمع العربي والإسلامي والعالمي عن إصدار ولو بيان خجول يدينون به هؤلاء،إلا دليلا حيا على فقدان الإنسانية لروحها الإنساني وفقدان العالم لروح الانتماء للإنسانية ومعانيه السامية،ولا عجب من أن يُثار علماءُ الأزهر والمجمعاتُ الإسلامية والفتوائية والفاتيكان لاستهداف كنيسة بالعراق أو مصر بينما تلوذ بالصمت كل تلك المجاميع أمام رحيل هؤلاء المؤمنين.
أليس الإنسان أخا للإنسان في أي بقعة؟؟؟ أليس المسلم أخا للمسلم في أي بقعة؟؟؟ أليس قتل الأبرياء مهما كانوا يُعتبر جريمة تعاقب عليها وتدينها كافة المعتقدات الإنسانية؟؟؟ فأين منظمات حقوق الإنسان الصامتة عن مثل هذه الأعمال المشينة؟؟؟ إذن فلماذا قتل مسيحي او يهودي لا تقوم للعالم قائمة حتى يعلن الجميع إدانتها بينما قتل زوار أبي عبد الله الحسين وقتل شيعة علي وأبناء علي لا يحرك في نفوسكم شيء؟؟؟.
يا أيها المسلمون في شتى بقاع العالم ويا أيها العلماء المسلمون إن من واجب الأخوة الإسلامية أن تقفوا ضد هذا الظلم المخيم على المسلمين الموالين لأمير المؤمنين (عليه السلام) بمثل هذا الاستهداف المشين بإصدار فتاوى تدين وتجرم هؤلاء القتلة ليتعرف المسلمون للموقف الإسلامي الصحيح لان مثل هذا الصمت لا يحقق خيرا للأمة الإسلامية التي تواجه عالما إستكباريا يسعى لإسقاط كل المبادئ الأخلاقية ويروج فيه للظلم والرذيلة بشتى صنوفها.
أيعقل أن يُستهدف زوار أبي عبد الله (عليه السلام) وهم سائرون رجالا ونساءا وأطفالا لأجل حجة واهية يزعمون انه تحرير للعراق من الاحتلال؟؟؟ أيقبل ذلك عاقل؟؟؟ وهل يكون استهداف الأبرياء هدفا لمواجهة المحتلين بينما نرى أن ثوار العالم الأحرار يحمون شعوبهم من القتل والأسر والنهب؟؟؟ أم هو جبن لما كان العربي يعتبره عارا بقتل امرأة أو رجل اعزل.
أن كنتم عربا كما تزعمون؟؟؟
أيها العلماء الأحرار وأيها المثقفون الشرفاء،تعالوا إلى كلمة سواء ندين الإرهاب والإرهابيين أينما كانوا وحيثما حلوا ليهلك من هلك عن بينة ويتعرف العالم على حقيقة المسلمين ووحدتهم وأخلاقهم فان الشريعة الإسلامية لا تقبل مثل هذا العمل مهما كان سببه او هدفه,وسيبقى الحسين (عليه السلام) طريقنا إلى رضوان الله وجنانه وهو العلامة التي يعرف بها المؤمنون كما جاء في الرواية عن الإمام العسكري (عليه السلام) في علامات المؤمن خمس منها (زيارة الأربعين) فنحن باقون على هذا الطريق وسائرون فيه حتى يرث الله الأرض ومن عليها والعاقبة للمتقين. 16 صفر 1432هـ.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق