06/05/2009
أسئله للمجتمع المحافظ
يصف البعض أو الاغلب مجتمعنا بـ المجتمع المحافظ وانا كفرد اعيش بهذا المجتمع لدي عدة أسئله له:
أيها المجتمع كيف وأين ومتى أنت محافظ؟.
هل تحافظ على العادات والتقاليد؟.
هل انت ملتزم دينيا؟.
هل تشجع الرجعيه سواء بالفكر أو السلوك؟.
هل كل من ينتمي اليك مقتنع بمفهوم المحافظه التي تصف نفسك بها أم الذين ينتمون اليك يتدرجون من محافظين و متوسطين وتحررين؟.
ان كنت مجتمعا محافظا لماذا يتصرف شبابك المسلم صاحب العادات والتقاليد كأنهم بملهى ليلي بمرافق لا علاقة لها باللهو الليلي كالكافيهات والمطاعم والمجمعات التجاريه؟.
ان كنت مجتمعا محافظا لماذا مساجدك خاليه من افرادك ووزارة اوقافك الدينيه تنفق الملايين عبر حملات اعلانيه ضخمه لتسويق بديهيات الدين كالصلاة وقراءة القرآن؟.
ان كنت مجتمعا محافظا لماذا لا يلتزم جميع أفرادك سواء كانوا ذكورا أم اناثا بزيك التقليدي؟.
ان كنت مجتمعا محافظا لماذا يسعى شبابك من الجنسين لتكوين علاقات حميميه بين بعضهم ضاربين بعرض الحائط دينك واعرافك وتقاليدك؟.
ان كنت مجتمعا محافظا لماذا يهجرك افرادك الى مجتمعات تحرريه قح خلال كل العطل الرسميه بما فيها الدينيه؟.
العادات والتقاليد ليست سوى أفكار وكل فكره بالعالم تكون قابله للنقد المنطقي المحايد المجرد لذلك ليس كل العادات والتقاليد مؤهله للبقاء والممارسه والتطبيق خصوصا بزمن المنطق والموضوعيه والتحليل المقارن.
بهذا النهج استطاع العقل البشري ان يتطور وينجز اما عقولنا التي حولها الدين الى عقول تقدس وتهول كل ماله علاقه بالماضي ترى أن العادات والتقاليد هي مقدسات يجب أن تطبق وتحترم حتى ان كنا انفسنا لا نطبقها ولا نهتم بها. وهذا ما يسمونه بالتناقض والنفاق فبالتالي نحن لسنا لا مجتمعا محافظا ولا مجتمعا تحرريا نحن مجتمع منافق يحرضه الدين والعرف على التشبث بالهويه الرجعيه المتخلفه معنويا ولكن فعليا نمارس ونتجه الى الإنفتاحيه بكل صورها.
بمعنى آخر تنطبق علينا حكمة أحد الزملاء بعالم الإنترنت (القلب بالمعركه والجسد تحت التكييف) لذلك المجتمع فاقد للهويه مضيع المشيه يلقب نفسه بالمعتدل لا يريد أن يصنفه الليبراليون رجعيا ولا يريد أن يصنفه الاصوليون منحلا. لذلك هو مجتمع فاشل غير قادر على تلبية طموحات افراده وتكثر فيه المشاكل والمظاهر القبيحه التي لا علاقة لها بالتحضر.
على سبيل المثال وليس الحصر مراهقينا المتسكعين بالأسواق والمجمعات بلا هدف يمثلون ظاهره قبيحه غير حضاريه. فهؤلاء يحاولون الهروب من بطش الشرق عن طريق تطبيق مفاهيم الغرب بصوره خاطئه بمكان خاطئ. مخطئ من يقول ان هؤلاء هم ضحية غزو فكري غربي فالغرب يسعى بكل جديه الى توفير بيئه ومرافق يتمتع فيها كل افراد المجتمع مهما كانت فئتهم العمريه أو حالتهم الإجتماعيه بعكس الحال هنا حيث الدوله والمجتمع تظن ان الأسره هي فقط من يحق له التمتع بالمرافق والفعاليات والانشطه.
ان المراهق بدولنا هو مشروع انسان مريض نفسيا مهووس جنسيا يتم تحريضه وتشجيعه بشكل اعمى على ان يكبر بسرعه كي تزوج ويكون اسره وهم بذلك يلغون مرحله عمريه كامله بل بالأصح يشوهونها. الشخص بمرحلة المراهقه الى مرحلة الرشد مكبوت لا يتعامل مع الجنس الآخر بصوره اعتياديه فمن الطبيعي أن نظرته اليه ستكون شهوانيه ويصبح الوصول اليه هاجسا وهذا واضح جدا من مظهر الناس الخارجي وتصرفاتهم امام الجنس الآخر. لذلك الليبراليون بدولنا تجدونهم يطالبون وبقوة بمبدأ التعليم المشترك كي نكسر هذه اللعنه الصحراويه.
ليست الفنون الثقافيه مثل الموسيقى والأدب جريمه بل الجريمه أن يوجد بهذا الزمن مجتمع يعادي الثقافه والفن كالمجتمع المحافظ الإسلامي الذي هو نفسه اعتداء على فكر وانسانية أفراده. ان الثقافه بكل أشكالها وصورها تسبب الذعر بنفس المجتمع المحافظ فهي دعوه للإطلاع ؛ الإنفتاح وتوسيع المدارك وهذه المفاهيم تمثل تهديدا على هوية المجتمع المنغلق المتزمت. لذلك نجد أن الخطاب الإسلامي المعاصر والتيارات الدينيه السياسيه تصاب بالهلع من امور نعتبرها نحن عاديه بل أحيانا تافهه كبرنامج ستار اكاديمي أو سوبر ستار. كذلك لاحظوا بالكويت كيف تحول معرض الكتاب الى معرض الكتاب المبتور وفجأه بزخ ما يسمى بمعرض الكتاب الإسلامي هذا كله يدل على الوصايه والرجعيه ونشر الأصوليه الدينيه تحت راية لمجتمع المحافظ. بكل دول العالم المرجعيه الدينيه موجوده والمرجعيه العلمانيه واللادينيه المعارضه أيضا موجود والخيار لعقل القارئ وليس كما الحال هنا أحادية الطرح والغاء للفكر الآخر.
لوما الإطلاع الثقافي بكل صوره وأشكاله لما اقتنع البعض بأفكار تعارض بشكل صريح وصاية المجتمع المحافظ. لذلك يسخر المجتمع المحافظ كل طاقاته وموارده لدعم عملية الرقابه. هنا قد يتساءل البعض هل نقيض الرقابه هو الفلتان؟ لا اظن ذلك بنظري نقيض الرقابه هو الرقابه نفسها بمعنى آخر نحول الرقابه من رقابه عموميه الى رقابه خاصه أو ذاتيه وهذا المبدأ موجود حتى بأكبر الدول تحررا. نظام الفئات العمريه المتبع للمواد الإعلاميه يعتبر صوره من صور الرقابه الذاتيه فعقل الطفل ليس كعقل المراهق وليس كعقل البالغ.
الرقابه الصحيحه هي منع الفرد من التعامل مع المؤثر الإعلامي لأسباب عمريه أو شخصيه وليست الغاء المؤثر وبتره كما يحدث بالمجتمع المحافظ.
سألني مره زميل عمل قائلا (ان كان لديك أولاد هل ستقبل أن تقام حفلات غنائيه؟) سؤال هذا الزميل بحد ذاته كارثه ان كان هو أو غيره من ضمنهم انا مثلا لا نريد لأولادنا الذهاب الى حفلات غنائيه لماذا نفرض هذه القناعه على الغير سواء كانوا كبارا ام صغارا؟ عموما رديت على هذا الزميل وقلت له (ما هو الضرر الذي تراه بالحفله الغنائيه؟) رد علي قائلا (إن الإختلاط يسبب الزنا لأنه يهيج شهوة الشباب) قد يظن بعضكم ان زميلي هذا سلفي متزمت لكنه ليس كذلك هو انسان عادي من النوع الذي يبحث عن المتعه المحرمه خارج الكويت مثل العديد من الشباب لكن تظل مفاهيم المجتمع تؤثر على تفكيره وتجعله يتبنى آراءا أقل ما يقال عنها أنها رجعيه متزمته.
ختاما ...
تظل ماهية المجتمع الكويتي قضية شائكه. كل ما نستطيع عمله من اجل هذا المجتمع هو السعي للتغيير الإنفتاحي عن طريق مواجهة أنفسنا قبل مواجهته ومنعها من التذبذب بين الحريه والإنغلاق.
تحديث:
رغم ابتعاد كتاباتي عن السياسه المحليه أجد نفسي مضطرا أن اعلن رأيي بالاحداث الاخيره التي محورها المرشحه د.أسيل العوضي. الى العزيزه الدكتوره أسيل أتمنى أن تصلك كلماتي سواء قرأتيها بنفسك أو يوصلها اليك احد مقربيك. سواء كان التسجيل المنشور حقيقيا ام مفبركا تظل مكانتك الفكريه والسياسيه أرقى من أن ترفعي قضيه على طالبه تنتمي لحزب دساس قد بصقه الشارع الكويتي. حتى وان شاركت بجريمه أدبيه صريحه ضدك. نحن نعيش بمجتمع أقل ما يقال عنه أنه همجي يظن أن التشهير بالناس حريه شخصيه وبنفس الوقت يسعى لقمعهم والحاق الاذى فيهم ان لم يقدسوا العظام الرميم كما هو يفعل.
كذلك أتقدم بالشكر للصديق مطقوق الذي عودنا دائما على نصرة حرية الرأي واتمنى من قرائه الكرام أن يستوعبوا الرساله التي يريد ايصالها لهم.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق