الجمعة، 1 أكتوبر 2010

حينما تصبح الهلاميه الفكريه منهجا


13/06/2010
حينما تصبح الهلاميه الفكريه منهجا
زادت المشاكل السياسيه مؤخرا بالبلد وتعددت الأطراف المتواجهه كلها تريد نصيبها من المجد والجاه. بوسط كل هذه الصراعات هناك مواطن بسيط مغلوب على أمره لا يعلم ماذا يريد ولم تحصل له الفرصه كي يتعلم ماذا يريد. مواطن مفطور على الريعيه وانعدام المسؤوليه. مواطن لديه حكومه تأتي اليوم داعية الى الوطنيه والمواطنه وبنفس الوقت تكفر بها حين تزرع بذور الأصوليه وغسيل المخ القومي في النشئ سواء تربويا أو إجتماعيا. القوميه لتي اقصدها هنا ليست القوميه العربيه بل قومية المواطنه الزائفه والإعتزاز الكاذب المرتبط بالرفاه والماديه. وعلى ذكر التملق بالإعتزاز أسأل المتملقين جيل (حبيبتي عمري الكويت) ؛ (بابا جابر ؛ بابا سعد) أين حفيظتكم الوطنيه التي ادعيتموها طوال هذه السنوات من كلام حلفاء اليوم الإسلاموقبليين الذين لا يخجلون من مطالبتهم العلنيه بضم دولتنا للدوله السعوديه بؤرة الأصوليه والتطرف الديني؟ أين الحكومه التي تحول أي رأي سياسي لا يعجبها الى تطاول على سيادة الدوله أليس هذا تطاولا صريحا؟!.
حكومه لا تعرف كيف تتعامل مع الواقع الديموغرافي الجديد إلا بالتعنت العنصري تكلمنا من قبل عن عدم جدوى تجريم الإنتخابات الفرعيه وان قانونها لن يقدم شيئا سوى نشر الضغينه بين البدو والحضر الى ان اخذت الأمور اليوم منحنى آخر أكبر من الفرعيات. اذا اقتنعت الحكومه اننا دوله مدنيه تضمن تعدد الأعراق والفئات الإجتماعيه و لسنا دولة أصايل داخل السور وعززت ذلك عن طريق قوانين فكريه فأن الإنشقاق الطائفي القبلي الذي يشكو منه الجميع سيختفي. أعداء الحكومه اليوم الذين لفظتهم السياسه بالأمس مثل الدكتور السلفي وتشي جيفارا المعارض صاحب نظرية عهد الفستق لم يجدوا أفضل من لعبة الديموغرافيه كي يمتعوا أنفسهم وجماهيرهم بها ولعمري انها لعبه قذره لا تقل قذارة وابتذال عن الأصوليه أو الدكتاتوريه.
نعم نلوم الحكومه ولسنا بحاجه الى تجمع مهجن فاقد الهويه والرؤى قوامه الإسلاموقبليين ليقنعنا بحجم الفساد والإخفاق الذي حدث خلال الأربع سنوات السابقه. لكن ان كنا نريد الأفضل من غير المعقول أن نفرض على انفسنا ماهو اسوأ. ان الأفضل الذين يتحدثون عنه هو أفضل لأنه يحقق مصالحهم ومصالح تيارتهم السياسيه التي لم تفعل شيئا سوى زرع الطمع والانانيه بنفوسهم.
عن أي أفضل يتحدثون عنه وكل مخرجاتهم الإنتخابيه لا تمثل الأغلبيه الصامته التي تحولت من الصمت الى الإنتماء لتلك التيارات التي تخدم مصالحها ومصالح اتباعها بإنتقائيه جعلت تلك الأغلبيه تحلم وتطمح بتحقيق مصالحها هي بإنتقائيه وهذا كفر صريح بمفهوم المواطنه والوطنيه التي يدعونها وهي بريئه منهم. هل القبلي ؛ الأصولي أو التاجر يمثلون الأغلبيه الصامته؟ ان كان الجواب: نعم. اذن لترضى تلك الأغلبيه بما جنته يداها. كل التيارات السياسيه تخاف من دولة القانون فبوجودها لن يكون المواطن بحاجه الى معارف سياسيه ولن ياتي اليه نائب دائرته الإنتخابيه قائلا صوت لي يا ابن عمي/قبيلتي/طائفتي كي آخذ حقك. لذلك لن يوجد تيار يطالب بدولة القانون فوجودها يعني ضياعه سياسيا لأنه سيفلس ولن يبقى له ما يطالب به او يزايد عليه.
ان ما طالبنا به طوال هذه السنوات من مدنيه وتنوير لم يكن فلسفه تنظيريه كما يتصورها الجهله الذين حولوا السياسه الى مرتع سوقي للنكرات وفاقدي الأهليه والصنعه. ما طالبنا ولازلنا نطالب به هو مسار مستقيم لا يعرف تعرجات الهلاميه الفكريه التي يتصورنها استقرارا. الهلاميه الفكريه التي أوصلتنا الى اقصى درجات التناقض والنفاق ليست استقرارا هي بالواقع ليست سوى مجموعه من الاكاذيب بدأت بالإنقشاع واحدة تلي الأخرى خصوصا اليوم بعدما كثرت الأحاديث عن النهايه الموشكه.
حتى حريتهم السياسيه التي يتبجحون بها متناقضه يدعون اننا نظام سياسي ديموقراطي ونحن لا توجد عندنا احزاب ؛ حكومتنا منصبه ليست منتخبه وقضاؤنا قد أصبح له ذات مقدسه لا تمس بقوة القانون ذات فوق المنطق ؛ المبادئ الفكريه المدنيه والمنظمات الدوليه التي تضع القياس الفكري والمنهجي لكل مجال سواء كان حقوق الإنسان أو غيرها.
يقولون لدينا حرية معتقد ؛ حرية رأي وحريه اجتماعيه وهنا نتسائل عن أي حرية معتقد يتكلمون وعموم الشعب أصولي طائفي بدرجات مختلفه يهلل ويصفق للقمع العقائدي والإقصاء الطائفي بإسم دكتاتورية المسلمين السنه لأنهم أغلبيه. أي حرية رأي يتكلمون عنها وهم لا يؤمنون بشيء اسمه إعلام حر يمثل وجهة نظر أفراده بل يريدون من كل اداة إعلاميه موجهه للكويتيين بغض النظر عن ماهيتها أو موقعها الجغرافي أن تكون خاضعه لرقابة الحكومه وقانون مطبوعاتها. عن أي حريه اجتماعيه يتكلمون وكل من خالف عاداتهم وأعرافهم سواء كان عن طريق الرأي او السلوك يحصل تلقائيا على حكم الإعدام الإجتماعي.
ان كانت الأصوليه منهجا هداما فالهلاميه الفكريه بتملقها وتعرجها لا تقل هدما وانحدارا عنها. العقل الهلامي الخالي من الأفكار والمبادئ هو غير قادر على قيادة نفسه فما بالكم بقيادة غيره. المتأرجح فكريا سيكون تلقائيا متأرجحا بمواقفه السياسيه والمنهجيه. لذلك أقولها اليوم كما قلتها من قبل ان مخاوف النهايه والضياع سببها الهلاميه وافتخار اصحابها بها فهؤلاء لا يمتلكون شيئا يقدمونه غير ادعاءات الوسطيه المتملقه التي لا تسمن ولا تغني من جوع.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق