الاثنين، 19 ديسمبر 2011

السعودية وتمويل حرق الكنائس في مصر


السعودية وتمويل حرق الكنائس في مصر
مصر أيضا يمكنها أن ترد داخل الأراضي السعودية

خمسة مليارات دولار رصدتها السعودية لإحداث الفتنة الطائفية في مصر،ليس فقط الفتنة الطائفية لكن السعودية تهدف تحديدا إلى تفتيت مصر إلى دويلات صغيرة تقيها شر النفوذ المصري للأبد.
السعودية التي عرضت على مصر الكثير من العروض المغرية لقاء الإفراج عن مبارك وجدت ضالتها أخيرا في ثلاثي الأقنعة الإسلامية في مصر: الإخوان المسلمين الذين يمثلون رأس جبل الثلج،الجماعات الإسلامية التي تمثل شكلا إرهابيا يمكن إستخدامه لتهديد المصريين دائما،السلفيين وهم جماعة تمت صناعتها وصياغة عقيدتها في عملية مشتركة بين الإخوان المسلمين والسعودية وأمن الدولة.
ولكن لماذا الآن؟
ببساطة لأن هذا هو المنطق وهذه هي المصلحة العليا لـ السعودية ولا يمكن إلا أن نحترم نظاما يعرف مصلحته جيدا فكل حديث عن الدولة المدنية في مصر يستدعي في أذهان حكام السعودية الكثير والكثير من مطالب الدولة المدنية في السعودية وحق النساء في قيادة السيارات وحق سكان المنطقة الشرقية في السعودية في تقرير مصيرهم وهي المنطقة التي تحتوي معظم آبار النفط السعودي الذي يمثل المورد شبه الوحيد للإقتصاد السعودي.
السعودية لا تجد بالطبع أمامها فصيلا يمكن التعامل معه داخل مصر سوى الإسلاميين الذين مثلوا دائما نقطة ضعف في النسيج المصري فهم دائما ميالين بحكم نشأتهم الفكرية نحو العنف الطائفي ونحو فرض فكرة الحاكمية لله وتنفيذ الحدود وإختصار الدولة في ملابس المرأة التي يشتقونها من ملابس النساء في السعودية بصرف النظر عن نشأة فكرة النقاب الأسود للنساء في تلك المنطقة من العالم.
بالنسبة للسعوديين الأمر يستحق التكلفة المالية والسياسية وبالنسبة لـ الإخوان المسلمين والسلفيين و الجماعات الإسلامية فالأمر ليس غريبا عليهم فقد مارسوا أدورا لصالح الغير على مدار تاريخهم وهذه المرة فإن جائزة السباق هي دولة كاملة قد يملكونها بما عليها على طريقة غزاة عمرو بن العاص (لعنة الله عليه).
ولكن هل يمكن لـ مصر أن ترد؟
بالطبع يمكن لـ مصر أن ترد الصاع صاعين لو أرادت وبتكلفة أقل كثيرا من الخمسة مليارات دولار التي رصدتها السعودية فـ السعودية تعاني من هشاشة الدولة التي قامت على أنقاض مجموعة من الإمارات الموحدة بقوة سيف الإسلام الوهابي المشكوك في نزاهة تفسيراته ونزاهة القائمين عليه.
أيضا فإن السعودية ليست نسيجا واحدا لكنه فسيفساء عرقي وطائفي ومذهبي من سنة وشيعة وقبائل ونحل وشيع وعائلات.
ولا ينسى السعوديون للحظة بالطبع أن كلمة الرعية هي الكلمة التي يفضل حكامهم أن ينادوهم بها بينما تستمد الدولة إسمها من إسم مؤسسها لتصبح الدولة الوحيدة على مستوى العالم التي سميت على إسم فرد.
داخل السعودية نفسها هناك طبقات تتوق إلى شكل من أشكال الدولة المدنية وفي فترة الستينات ظهر إنقسام واضح حتى بين أعضاء الأسرة الحاكمة عبر تنظيم الأمراء الأحرار والذي لم يلق حظا وافرا من الدعم الناصري بعد تورط مصر في حرب 1967.
مصر يمكنها أن ترد أيضا عبر نشر المعلومات التي لديها عن ثروات آل سعود وعبر نشر الكثير عن تصرفات العائلة المالكة السعودية في الخارج كما يمكنها أن تنشر الكثير مما لديها عن خفايا قصور السعودية.
مصر بالقطع يمكنها أن ترد وبصورة فاعلة ومؤثرة (إذا أرادت) لكن بالطبع حتى هذه اللحظة مصر مازالت تتعافي وربما يكون لزاما عليها الإنتظار لبعض الوقت قبل أن تمر من المؤامرات الإسلامية ذات الدعم السعودي قبل أن تقرر التخلص من نظام حكم سيري في القصر الرئاسي الجديد في القاهرة تهديدا مباشرا له ليس على صعيد النفوذ فقط ولكن على صعيد البقاء سواء في الحكم أو على قيد الحياة.
مرفوع من الخدمة
(أعلم أنكم مرفوعون من الخدمة لكننا لسنا كذلك فتحملونا)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق