السبت، 3 سبتمبر 2011

ما الفرق بين ثوار النيتو والمارينز العرب؟


ما الفرق بين ثوار النيتو والمارينز العرب؟
31/08/2011
موقع فضيلة الشيخ/ عبدالمجيد الشاذلي ـ دعوة أهل السنة والجماعة
د. غالب فريجات - التجديد العربى: لم نفاجأ بمواقف ما يمكن ان يكونوا من المحسوبين على الثقافة العربية،عند اصطفافهم في خندق النيتو،سواء في ليبيا مع ثوار النيتو الليبيين،او تلك الاصوات الناعقة التي تهاجم النظام السوري،الى حد ان البعض منهم يفضل احتلال النيتو على النظام السوري،فقد سبق مثل هذه المواقف ما كان يطلق عليهم بـ المارينز العرب،الذين اصطفوا في الخندق الامريكي ايام غزو العراق واحتلاله.
لسنا ضد المطالب المشروعة للجماهير العربية في كل مكان،ولكننا نرفض رفضاً تاماً ان تأتي هذه المطالب عبر الدبابة الامريكية،او صاروخ النيتو،واي تدخل خارجي ايا كان لونه.
استغرب ممن يتلفع بالثقافة،ويحتمي بمن يسعى لطمس ثقافة الامة،فاذا كانت الثقافة وعي وسعة ادراك،فكيف تلتقي مع كبت وجبروت وارهاب اجنبي،يحمل بين جنباته كل انواع الحقد والكراهية للامة،وطموحات ابنائها،ولا يهمه الا ان تكون الامة بكل ابنائها الا عبيدا يعيشون على فتات موائدها،وبالامس القريب هذا الذي تستنجدون به من زرع اسوأ المشاريع الاستعمارية في وطننا العربي،سايكس بيكو ووعد بلفور الى جانب غزو العراق واحتلاله،وهاهو يتواجد على الارض العربية من اجل ان يكبت حرية الامة وينهب ثرواتها،ويدعم الكيان الصهيوني،الا يكفيكم من احتلالات اجنبية لاراضي الامة.
في يوم من الايام اتصلت بي احدى منظمات حقوق الانسان في الولايات المتحدة،لتقف الى جانبي ضد النظام الذي يحاربني برزقي وقوت اطفالي،فاجبتهم والله ان البوط العسكري الذي يلبسه حاكم الدولة،اشرف من رأس بوش،فاذا كنت قد اخترت طريق المعارضة،ولم تتحمل اجهزة النظام المعارضة السلمية،ولجأت الى اسلوب محاربة مواطنيها بهذا الاسلوب،فهي اجهزة غبية،وانا لا اقبل ان امد يدي لاي كان خارج حدود الوطن،لانني في هذه الحالة قد خرجت من دائرة المعارضة الوطنية الى العمالة والتبعية للاجنبي.
لسنا في الوقوف الى جانب ليبيا مع القذافي،ولسنا في الوقوف مع سوريا مع النظام،ولكننا مع الوطن الليبي الذي تم استباحته من قبل القوات الاجنبية،ومع الوطن السوري المستهدف من قبل من لا يمتون الى الامة الا بالاسم،فماذا حصل في العراق بعد خيانة الانظمة العربية في غزو العراق واحتلاله؟،ومن الذين وقفوا مع الامريكان،اليس هم الذين تحدثنا عنهم كثيرا،ونعتوا بـ المارينز العرب؟،فما الفرق بين المارينز العرب عملاء امريكا،وبين ثوار النيتو عملاء الاوربيين من انجليز وفرنسيين وطليان؟.
علينا ان نفرق بين خلافنا مع النظام السياسي،وبين اصطفافنا في خندق العداء للوطن،فالاولى مشروعة ولكن الثانية مرفوضة،لانها خرجت من دائرة المعارضة الى دائرة العمالة،وكاتب هذه السطور ممنوع من دخول دمشق منذ اكثر من اربعين عاما،ومع خلافي مع النظام الا انني لن اتخندق في خندق اعداء الأمة،وسأكون في خندق الأمة،وارفض التآمر الحاصل عليها.
ثوار النيتو في ليبيا ليسوا حلقة من حلقات الربيع العربي،والذين يواجهون الجندي العربي السوري ورجل الامن لا يهدفون الى تحقيق الاصلاح،فهم يمهدون للطلب من حلف النيتو ان يكرر تجربته في قصف سوريا،الا يخجل مثل هؤلاء الذين ينعقون من ان تقصف طرابلس بتسعين الف طلعة جوية من قوات حلف النيتو،الا يخجل هؤلاء من تمزيق ليبيا وتدميرها،فمن سيعيد اعمار ليبيا،وبايدي من،واموال من؟،ثم انظروا الى اين توجه زعيم ثوار النيتو في اول زيارة له بعد احتلال طرابلس،وهاهو سيزور العراق ليستفيد من تجربة عملاء المنطقة الغبراء في بغداد،ثم هؤلاء الذين يحسبون على الثقافة والمثقفين،اين برنامجهم الذي سيكون بديلا عن نظام الحكم في اي بلد يتم تسليمهم فيه السلطة،على ايدي اعداء الامة،الا يدلوننا على برنامجهم القادم بعد اسقاط النظام،وما طبيعة العلاقة بينهم وبين اسيادهم؟،اهي ذات العلاقة بين عملاء العراق واسيادهم في واشنطن وملالي المجوس؟،ام انهم سيلجأون الى الفوضى الخلاقة التي بشر بها بوش الصغير.
ثقافة الامة تأبى ان تهدر كرامة الامة،الا ان الصغار الموسومون بالامية الثقافية،رغم ما يحملون من شهادات تعليمية،هم الذين يلهثون وراء مصالحهم على حساب مصلحة الامة وكرامتها،وهم الذين ينعقون كما تنعق الغراب على الجيف الكريهة،وهم الذين يكررون اقوالهم كالببغاوات،ولا يفهمون بماذا يهرفون.
الاصطفاف في خندق الاعداء خيانة اياً كان نظام الحكم الوطني،واياً كانت ممارساته البشعة،فمن لا يملك ادوات التغيير بيديه ويلجأ الى الاعداء،فهو في خندق الخيانة،لان هؤلاء الاعداء لم يقدموا المساعدة لسواد عينيه،بل من اجل مصالحهم،وهو اسير هذه المصالح،وبالتالي عبد وخادم مطيع لتنفيذ اهدافهم،فهنيئا لهم في سلطة مغموسة بالذل والعار والهوان وفي الخيانة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق