إيجابيات وسلبيات الإستراتيجية القطرية في المنطقة العربية
31/07/2011
السفير برس
تعتقد القيادة القطرية أن الدول لا يحددها التعداد السكاني ولا تحدها جغرافيتها. وإنما أثر وفاعلية الإستراتيجيات التي ترسمها لنفسها عبر الزمان والمكان. فهناك دول كبيرة سكانياً وجغرافياً لم تصمد طويلاً أمام تقدم دول صغيرة بنفس المعايير.
وفي نفس الوقت نجد من الدول الصغيرة ما تركت لنفسها تأثيراً بالغ الأهمية والقدرة على الفعل. والمهم في هذا هو حيوية العقل القادر على رسم حيوية الإستراتيجية.
وقطر بحق استطاعت أن تبلور تواجداتها في مناطق العالم المختلفة على ضوء تلك المنطلقات. فهي موجودة هنا وهناك إيماناً منها بأنه لا مستحيل أمام إستراتيجيات الحياة والإرادات القوية المؤمنة ألَّا حدود أمام قدرات الإنسان إذا ما فك قيودها وحررها من الخوف والتبعية. ولهذا لم تنظر قطر إلى حجمها السكاني أو إلى مساحتها لتنضوي بين صخور الخليج المتعرجة.
لكنها حولت ضعفها إلى قوة وصغرها إلى حجم كبير في نظر العالم. فنجدها حاضرة في كثير من الأزمات تحاول صنع الحلول ونسج التسويات أملاً منها في تفكيك العقد ورسم المخارج. لأن معالجة الأزمات في نظرها تبدأ من مرحلة الاعتراف بوجودها ثم الإيمان بأن لها أكثر من حل ومخرج وتسوية. استطاعت أن تجد لها مكاناً في أزمة العراق والكويت والعراق والغرب أيام حكم صدام حسين. وفي حالة الخلاف الإيراني الغربي حول ملفها النووي لها تواجد. وفي ملف العلاقات الإيرانية – العربية لعبت دوراً في تقريب المواقف وإزالة المخاوف.
وفي قضايا السودان حول جنوبه وأزمة دارفور وعلاقاته بالغرب ستجد أثراً يقول لك هنا كانت قطر. وفي أزمات اليمن العسكرية والسياسية لا أحد ينكر دورها المحوري في التوسط وجمع الأطراف وصولاً إلى مخارج مرضية للجميع. وفي عدة أزمات لو أمعنت النظر فيها ستجد أن قطر في مقدمة من يحاول إلى حللتها وزحزحتها نحو التهدئة أو على الأقل حصول حوار بين أطرافها الذين جمعتهم قطر. وتنجح في جهودها أحياناً وتخفق في بعض الأحيان تبعاً لظروف ودرجات نضج ما هو متوفر من حلول أو تسويات.
وما هو محل أعجاب فيها ألا يسيطر اليأس على مخيلتها المتألقة والمفعمة بالأمل والتفاؤل. ومن أهم سلبيات دورها في التعاطي مع أزمات المنطقة العربية خلوها من مجموعات رصد الأزمات وتحليلها واعتمادها على جهودها ومخيلتها منفردة. بينما بإمكانها تكون مجموعات ودوائر حتى لو صغرت تستوعب تفاصيل أي أزمة من جوانبها المختلفة وتصور حلول موضوعية لها بعيداً عن الذاتية والنوايا الحسنة. كما يمكنها تنسيق جهودها مع الغير تساعدها في تفكيك التعقيدات التي تواجهها في محاولاتها المتعددة. ومع هذا فأن فاعليتها ستستمر وتواجدها في بؤر التوتر سيكون حاضراً. لأن ذلك الدور هو من مكونات إستراتيجيات تعاملها مع الغير.

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق