الثلاثاء، 13 سبتمبر 2011

إيجابيات وسلبيات الإستراتيجية القطرية في المنطقة العربية


إيجابيات وسلبيات الإستراتيجية القطرية في المنطقة العربية
31/07/2011
السفير برس
تعتقد القيادة القطرية أن الدول لا يحددها التعداد السكاني ولا تحدها جغرافيتها. وإنما أثر وفاعلية ‏الإستراتيجيات التي ترسمها لنفسها عبر الزمان والمكان. فهناك دول كبيرة سكانياً وجغرافياً لم تصمد ‏طويلاً أمام تقدم دول صغيرة بنفس المعايير.
وفي نفس الوقت نجد من الدول الصغيرة ما تركت لنفسها ‏تأثيراً بالغ الأهمية والقدرة على الفعل. والمهم في هذا هو حيوية العقل القادر على رسم حيوية ‏الإستراتيجية.
وقطر بحق استطاعت أن تبلور تواجداتها في مناطق العالم المختلفة على ضوء تلك ‏المنطلقات. فهي موجودة هنا وهناك إيماناً منها بأنه لا مستحيل أمام إستراتيجيات الحياة والإرادات القوية ‏المؤمنة ألَّا حدود أمام قدرات الإنسان إذا ما فك قيودها وحررها من الخوف والتبعية. ولهذا لم تنظر قطر ‏إلى حجمها السكاني أو إلى مساحتها لتنضوي بين صخور الخليج المتعرجة.
لكنها حولت ضعفها إلى قوة ‏وصغرها إلى حجم كبير في نظر العالم. فنجدها حاضرة في كثير من الأزمات تحاول صنع الحلول ‏ونسج التسويات أملاً منها في تفكيك العقد ورسم المخارج. لأن معالجة الأزمات في نظرها تبدأ من ‏مرحلة الاعتراف بوجودها ثم الإيمان بأن لها أكثر من حل ومخرج وتسوية. استطاعت أن تجد لها مكاناً ‏في أزمة العراق والكويت والعراق والغرب أيام حكم صدام حسين. وفي حالة الخلاف الإيراني الغربي ‏حول ملفها النووي لها تواجد. وفي ملف العلاقات الإيرانية – العربية لعبت دوراً في تقريب المواقف ‏وإزالة المخاوف.
وفي قضايا السودان حول جنوبه وأزمة دارفور وعلاقاته بالغرب ستجد أثراً يقول لك ‏هنا كانت قطر. وفي أزمات اليمن العسكرية والسياسية لا أحد ينكر دورها المحوري في التوسط وجمع ‏الأطراف وصولاً إلى مخارج مرضية للجميع. وفي عدة أزمات لو أمعنت النظر فيها ستجد أن قطر في ‏مقدمة من يحاول إلى حللتها وزحزحتها نحو التهدئة أو على الأقل حصول حوار بين أطرافها الذين ‏جمعتهم قطر. وتنجح في جهودها أحياناً وتخفق في بعض الأحيان تبعاً لظروف ودرجات نضج ما هو ‏متوفر من حلول أو تسويات.
وما هو محل أعجاب فيها ألا يسيطر اليأس على مخيلتها المتألقة والمفعمة ‏بالأمل والتفاؤل. ومن أهم سلبيات دورها في التعاطي مع أزمات المنطقة العربية خلوها من مجموعات ‏رصد الأزمات وتحليلها واعتمادها على جهودها ومخيلتها منفردة. بينما بإمكانها تكون مجموعات ‏ودوائر حتى لو صغرت تستوعب تفاصيل أي أزمة من جوانبها المختلفة وتصور حلول موضوعية لها ‏بعيداً عن الذاتية والنوايا الحسنة. كما يمكنها تنسيق جهودها مع الغير تساعدها في تفكيك التعقيدات التي ‏تواجهها في محاولاتها المتعددة. ومع هذا فأن فاعليتها ستستمر وتواجدها في بؤر التوتر سيكون حاضراً. ‏لأن ذلك الدور هو من مكونات إستراتيجيات تعاملها مع الغير.‏

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق