لا تعذبهم يا إلهي فإنهم يحبونك ...
10/02/2009
عتاوية من غير فريج
عندما كانت أمي تحذرني بأن الله مراقبي
ويعلم بكل ما أفعل
كنت أحسب أن الله هو ذاك العمود المشتعل في الشارع
و زاد يقيني بأنه الله لأن النور كان ينبعث منه
صغيرة كنت
عشقت ذلك العمود
كنت ألامسه كثيرا وأتودد إليه
ولكن عندما تكثر جرائمي
لا أخرج أبدا ولا ألتق بالعمود
يا ويلي من الله إن رآني
لن أراه حتى ينس ...
أستغفرك يارب
* * *
يال الدهشة
لم يكن إلهي ذلك الذي يسكن الشارع
كان الله أقرب مني إلي
واليوم أراك يا إلهي أشد وضوحا مما كنت أر العمود
لم أرك يا إلهي بعيني
بل رأيتك في أعينهم
أولئك الناس
كلهم يا إلهي
وبما أنك تعلم بيت القصيد وصاحب القصيد
رأيتهم يا إلهي كيف مدّوا إلي الأيادي
كلهم يقول لبيك ربنا لبيك
لبيك صاحب البيت
لبيك احفظ أولئك الناس
لبيك عبدناك على خطى من قال
(إلهي ماعبدتك إذ عبدتك خوفا من عقابك ولا طمعا في ثوابك ولكنني وجدتك أهلا للعبادة فعبدتك)
عندما خاطبت الناس في رسالتي
قلت لهم أعينوني كي نعين من لا معين له
كي نعين من امتحننا الله بهم
كي يدفع الله عنا البلاء
كلهم استجابوا يا إلهي
سطوري كانت تقول اشتروا سلامتكم بدفع البلاء
ولكن نواياهم كانت تقول
رب جميل لا يأمر بغير الجميل
إن كان خيرا فـ منك والشكر لك
وإن كان شر فـ منا والحمد لك
و إنما الأموال ندفعها
لنشتري إبتسامة
على تلك الوجوه التي ربما تراك كما رأتك تهاني
سيعرف أولئك الناس أنك وكلتنا
كي نطعم بأيدينا الخبز لقمة لقمة
وكي نسقي الماء
كـ الساقي في الحج جموعا
أو كي ننسج من ورق الخريف ثوبا لعجوز تستتر به
كي لا تموت عريانة
كيف ألقاك يا إلهي بالحرير وتموت هناك أخرى بلا ثياب
أو كي نشتري ثمن الدواء
لمن بات ليال يسعل حتى انفكت ضلوعه عن جسده
أو كي نشتري فرنا لبيت نسي أفراده رائحة الطعام
عملنا يا إلهي ليس بكبير
فـ عملنا عمل العبيد
والعبيد بلا حيلة
إلا ما استطاعوا
عملنا جنب مجدك صغير
ولكن إلهي
رجائي فيك كبير
وتذكر إنني لا زلت نفس الطفلة التي حسبتك أنت العمود
فتقبلني كما كنت واستجب لي هذا الدعاء
(يا رب لا تعذبهم فإنهم يحبونك)
صدقني يا إلهي
لقد ساعدوني لأنهم يحبونك
أرجوك يا إلهي
اكتب اسمائهم على أبواب الجنة
وعرف الملائكة باسمائهم
اكتبهم كما كتبتهم أنا في لوحة اسمائي
واعطهم كل ما يعطى أصحاب اليمين
ساعدهم يا إلهي
فقد ساعدوني كثيرا ...
تهاني.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق