ليسو سلفيين بل تكفيريون
15/04/2011
موقع الصوت الاخباري
د. خالد البزايعة: لم لا نقف مع الحق،ونقول ان الاعتداء الاثم على رجال الامن العام اليوم بالزرقاء الهاشمية هو اعتداء من جماعة محذورة وتحمل فكرا هداما يتبنى التكفير للانظمة والحكام ورجال الامن العام ويستبيح سرقة المال العام ويرى الحلف الكاذب جائز أمام القضاء الوضعي ويرى ان الانتخابات النيابية والبلدية عبارة عن شرك لانك تساهم بتقوية الانظمة الوضعية الكفرية ... هؤلاء السلفية براء منهم فـ السلفية هم من يسيرون على خطى رسولنا محمدا صلى الله عليه وسلم،ولا يتبنون العنف وسيلة للحوار مع الاخر،ولا يجبرون الاخرين من غير المسلمين من أهل الكتاب على دخول الاسلام ... هؤلاء تكفيريون لا يحملون سوى العنف والدمار والتخريب للبلد لانهم بلا فقه ولا علم و لا يمكلون أدبا للحوار والاختلاف ...
على حكومتنا ألا تأخذها بهؤلاء لومة لائم،فيجب ان يطهر الاردن من أمثالهم تطهيرا فكريا وأمنيا ... الى متى نغمض أعيننا و نتوارى عن الحقيقة ... نعم فهؤلاء يشكلون مصدر خوف للكثير من المواطنيين أشكالهم تخدع الناظر وبأسهم على أبناء المسلمين شديد.
وأن من أكبر التحديات التي تواجهنا اليوم وتأكل أدمغة أطفالنا وتلاميذنا في بعض مدارسهم وجامعاتهم ومعاهدهم فتنة التكفير،وهي حالة خطرة أن تركت دون دراسة متأنية لمعرفة أسبابها وطرق علاجها.
فما معنى أن يصور الدين الإسلامي السمح الوسطي للتلميذ في مدرسته أو جامعته على أنه دين يجعل من كل حاكم لا يطبق شرع الله كافرا لا طاعة له،وان كل النظام الذي يتبع لهذا الحاكم الذي لا يطبق شرع الله من دوائر ومؤسسات حكومية كافر أيضا،وبهذا تتسع دائرة التكفير لتشمل رجال الأمن والمدرسين والنواب وأئمة المساجد ممن يدعون لسلطانهم بالعزة والصلاح ... بل وتجد التلميذ الذي اتبع منهج التكفير تقليداً لفلان وفلان،يرتدون ملابس معينة تحمل الطابع الأفغاني ويطيل شعرة ويجلس بعيداً عن أولئك الذين لا يحملون فكره،ويسمي نفسه ومن يشاطره الفكر المنحرف بحزب الله،وينقلون فتوى سرقة الماء والكهرباء فيما بينهم،وإذا ما سمعوا أن سيارة فلان أحرقت فرحوا وقالوا: هذا مرتد! لأنه يدعو للسلطان!.
أطفالنا،يرون كما يرى لهم،أن حلف اليمين أمام القضاء الوضعي الكافر (جائز) لكيلا نسلم رقابنا للكفار حتى وأن أكلت حقوق الغير،وأن الفتاة التي تسير بشوارعنا غير متحجبة كافرة جائز شتمها ونعتها بالكافرة،بل لا بأس بالبصاق عليها،ولا يجوز عند تلاميذنا الصغار الصلاة خلف من أدلى بصوته لمجلس البلدية والنواب،لأنه مشرك بالله والصلاة خلف المشرك غير مقبولة،والنائب أشد شركاً لأنه يريد أن يشرع فوانين تخالف شرع الله تعالى،ولا يجوز لأخت تلميذنا الصغير دخول الجامعات لأنها دار فتن وضلالة ولا علم فيها ناهيك عن الاختلاط المحرم ... ثم الويل كل الويل لمن يوجه انتقاداً لكبار (علمائهم) ممن دخلوا الإسلام جديداً. فالعالم عندهم من صلى جديداً وحفظ سورة من القرآن أو أكثر وحفظ مع القرآن شيئاً من حديث رسول الله،فمن سب (عالمهم) استحق حرق سيارته أو ضربه أمام الناس أو شتمه،ثم الويل لمن يثني خيراً على حاكم من حكام المسلمين،فهذا منافق زنديق يدعو لـ (نظام الطواغيت)،وهو مرتد عن الإسلام حتى يتوب أمام كبار ففائهم إن قبلوا توبته،ولا تجادلهم فيمن ترك الصلاة تكاسلاً،فهذا لا يشك بكفره وزوجته طالق منه وماله لا يورث وتجارته حرام.
ومن العيب أن تنطق باسم العالم فلان أو فلان،فالعالم فقط من كفّر الحاكم وأعوانه،وعمل على هدم النظام وتصفية من يحارب منهجم.
كل ما رويت لك تجده في بعض مدارسنا بين تلاميذنا الصغار،فكرا ومنهجا،حُمل في أذهانهم وعقولهم حتى فرح به كثيرون وتناقله كثيرون. وهناك من يغذي هذا الفكر ويؤصل له من المدرسين الذين يحملون هذا الفكر الدخيل على دين محمد صلى الله تعالى عليه وسلم،ولئن سألتهم ألستم ترون عدم جواز العمل في النظام؟ قالوا بلى! ولكنها الضرورة تحتم علينا زرع (ثقافة الحق) وأي حق يقصدون (كلمة حق أريد بها باطل)!.
وللأسف بعض الآباء لا يدري ما منهج التكفير،وما هي أخطاره على المجتمع المسلم وعلى أبنائهم الصغار. يرى بعض العلماء أن مفهوم التكفير إذا أطلق أريد به الحكم على أشخاص معينين بالكفر المخرج عن الملة،وهو ما يسميه العلماء (بتكفير المعين)،ولعله المراد بالتكفير عند إطلاقه بين الناس في هذه الأيام.
وهناك تكفير المطلق هو الحكم على غير معينين بالكفر المخرج من الملة،سواء كانوا جماعات أو أهل بلدان أو مذهباً أو قوماً. مع ملاحظة أن المراد بالتكفير في الاستعمال الملحوظ الآن - ومن خلال واقع الحال - هو التكفير المعين بأشخاص محددين بأعيانهم وأسمائهم،سواء بالحكم الدنيوي أو الحكم الأخروي،يثبته ما روي عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: (أيما امرئ قال لأخيه يا كافر فقد باء بها أحدهما،إن كان كما قال،وإلا رجعت عليه).
والتكفير إذا أطلق وتنادى به أناس تعقبه أحكام خطيرة على العقيدة وعلى الفرد وعلى المجتمعات تسبقها بطبيعة الحال مراحل التبديع والتفيسق. والجميع سائر في مركب الجهل والغوغائية،التي تذيع الخوف والرعب والإرهاب وتشيع الكره في المجتمعات التي تدين بالإسلام،ما يكرس ويؤصل للعنف متبوعاً بمعاني الفوضى والهمجية مما لا تحمد عقباه.
ومن المعلوم أن التكفير وفتنته الظاهرة القاتلة لم يولد هذه الأيام كما يظن البعض جهلاً،وإنما بدا في عهد النبوة والأصل في بذرته ما روي في صحيح مسلم أنه عقب غزوة حنين (8 هجري)، أواخر عهد النبي – صلى الله عليه وسلم - أن عبد الله ذا الخويصرة قال للنبي - صلى الله عليه وسلم - لما قسّم غنائم حنين: يا رسول الله أعدلْ! فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: (ويحك! ومن يعدل إن لم أعدل)،فقال عمر الخطاب - رضي الله عنه -: يا رسول الله دعني أضرب عنقه،فقال - صلى الله عليه وسلم -: (دعه،فإنه سيخرج من ضئضئ هذا قوم تحقرون صلاتكم إلى صلاتهم،وصيامكم إلى صيامهم،وقيامكم إلى قيامهم،يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية،يقرأون القرآن لا يجاوز حناجرهم).
فهذا التكفير مرض يفتك بأمة محمد صلى الله عليه وسلم،ويفرق شمالها ويباعد بين أبنائها،ويقتل صغارها،لذا أيها الآباء تنبهوا لصغاركم،راقبوا أفعالهم وسلوكهم. حاور ولدك بين لحظة وأخرى واسمع للفكر الذي يحمل. فدقائق قليلة لن تندم عليها كفيلة بإنقاذ ولدك من فكر هدام ضال،غايته إيجاد جيل لا خير فيه.

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق