الثلاثاء، 30 أغسطس 2011

مرسوم بإقالة خالد بن الوليد


مرسوم بإقالة خالد بن الوليد
الشاعر/ نزار قباني:
سرقوا منا الزمان العربي
سرقوا فاطمة الزهراء من بيت النبي
يا صلاح الدين ...
باعوا النسخة الأولى من القرآن
باعوا الحزن في عيني علي
يا صلاح الدين ...
باعوك وباعونا جميعا في المزاد العلني
سرقوا منا الطموح العربي
عزلوا خالد في أعقاب فتح الشام سموه سفيرا في جنيف يلبس القبعة السوداء يستمتع بالسيجار والكافيار يرغي بالفرنسية يمشي بين شقراوات أوربا كديك ورقي ، أتراهم دجنوا هذا الأمير القرشي ، هكذا تخصى البطولات لدينا يا بني
سرقوا من طارق معطفه الأندلسي .. سرقوا منه النياشين أقالوه من الجيش .. أحالوه إلى محكمة الأمن أدانوه بجرم النصر
هل جاء زمان صار فيه النصر محظوراً علينا يا بني
ثم هل جاء زمان يقف السيف به متهماً عند أبواب القضاء العسكري
ثم هل جاء زمان فيه نستقبل إسرائيل بالورد وآلاف الحمائم والنشيد الوطني
لم أعد أفهم شيئاً يا بني .. لم أعد أفهم شيئاً يا بني .. لم أعد أفهم شيئاً يا بني
رهنوا الشمس لدى كل المرابين وباعوا بالملاليم القمر وباعوا سيف عمر ، شنقوا التاريخ من رجليه باعوا الخيل والكوفية البيضاء ، باعوا أنجم الليل وأوراق الشجر ، سرقوا الكحل من العين وباعوا في عيون البدويات الحور
أجهضونا قبل أن نحبل أعطونا حبوباً تمنع التاريخ أن ينجب أولاداً
وأعطونا لقاحاً يمنع الشام أن تصبح بغداداً
وأعطونا حبوباً تمنع الجرح الفلسطيني أن يصبح بستان نخيل
وماريغونا لقتل الخيل أو قتل الصهيل
وسقونا من شراب يجعل الإنسان من غير مواقف
ثم أعطونا مفاتيح الولايات وسمونا ملوكاً للطوائف
يا صلاح الدين ...
هل تسمع تعليق الإذاعات وهل تصغي إلى هذا البغاء العلني
أكلوا الطعم وبالوا فوق وجه العنفوان العربي
ما الذي يجري على المسرح من يجذب خيطان الستار المخملي
من هو الكاتب؟ لا ندري! من هو المخرج؟ لا ندري! ولا الجمهور يدري يا بني!
إنهم خلف الكواليس وهم يغتصبون امرأة تدعى الوطن
يبيعون الخلاخيل برجليها . يبيعون البساتين بعينيها . يبيعون العصافير التي تسكن في نافذة النهدين منذ بدء الزمن
ويبيعون بكأسين من الويسكي أملاك الوطن
سرقوا منا الزمان العربي
أطفئوا الجمر الذي يحرق صدر البدوي
علقوا لافتة البيع على كل الجبال
سلموا الحنطة والزيتون والليل وعطر البرتقال
فهل جاء زمان صار فيه كل من يحمل صندوق سلاح كالذي يحمل صندوق حشيش يا بني
ثم هل جاء زمان صار فيه الحرف ضد الشفتين يا بني
يا صلاح الدين ...
هذا زمن الردة والمد الشعوبي القوي
أحرقوا بيت أبي بكر وألقوا القبض في الليل على آل النبي
فشريفات قريش صرن يغسلن صحون الأجنبي
يا صلاح الدين ...
ماذا تنفع الكلمة في هذا الزمان الباطني
و لماذا نكتب الشعر وقد نسي العرب الكلام العربي.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق