الاثنين، 22 أغسطس 2011

هل يفلح (القطان) فى تبييض وجه آل سعود ؟!


هل يفلح (القطان) فى تبييض وجه آل سعود ؟!
17/08/2011
د. رفعت سيد أحمد:
لقد انتظرت أن يهدأ السفير السعودي في القاهرة،المدعو (أحمد القطان) (لعنة الله عليه)،رجل المخابرات المعروف،قليلاً،من لفه على الصحف اليومية،وبرامج (التوك شو)،ومن جولاته التي لا تنتهي،وأحاديثه التي لا تنقطع عن (آل سعود)،وحكام الجزيرة العربية وأفضالهم على أهل مصر،وعلاقاتهم بالثورة،وببعدهم عن (مبارك)،لقد انتظرت أن يهدأ (القطان) (لعنة الله عليه)،ولو لدقائق حتى نستطيع أن نرد عليه،وأن نصحح له ما وقع فيه من أخطاء،وما ارتكبه حكام بلده فى حق مصر منذ عبد الناصر وحتى لحظة رفع العلم السعودي فى قلب ميدان التحرير من خلال وكلائهم الوهابيين،إلا أن الرجل لم يهدأ،واستمر في حملاته وجولاته،من (الحياة اليوم) إلى صحيفة (التحرير)،ومن معتز الدمرداش إلى إبراهيم عيسى،لم يترك إعلامياً يرى فيه رأياً مخالفاً لـ آل سعود،إلا زاره،ولم يشاهد برنامجاً تليفزيونياً إلا رد عليه عندما يسمع فيه رأياً معارضاً لملك السعودية (الذى يسمونه دائماً بخادم الحرمين الشريفين،رغم أن الحرمين لا يحتاجان لخادم بقدر ما يحتاجان لحامي لقيمهما السامية،قيم الحرية والثورة والعزة!!!).
* لقد انتظرت كثيراً .. ولما وجدت السفير السعودي المحترم،لا يهدأ،ولا يترك لأمثالنا فرصة لكي نرد،شرعت في الكتابة لعل سيادته يجد وقتاً لكي يقرأ،ويفهم أن مصر ليست هذا التيار السلفي الوهابي،وليست هي هؤلاء الإعلاميين الذين كانوا يذهبون (خماصاً) لصالون هشام الناظر،ويعودون (بطاناً)،فلا يتفوهون بكلمة واحدة تنتقد سياسات وممارسات آل سعود ضد المصريين وليسمع السيد القطان (لعنة الله عليه) الآتي:
أولاً: لدينا،ولدى منظمات حقوق الإنسان المصرية والعربية مئات الحالات التي تؤكد تعرض المصريين الذين يعملون فى مملكة آل سعود ومنذ سنوات طوال عجاف إلى معاناة شديدة بسبب نظام (الكفيل) وهو نظام أقرب إلى نظام العبودية القديم،وبإمكان (معالي السفير) أن يقرأ تقرير المنظمة المصرية لحقوق الإنسان لعام 2010،وقبله تقارير (2006 حتى 2009) ليعلم – وهو حتماً يعلم حجم ونوعية الجرائم والمهانة التي ترتكب في حق 2 مليون مصري اضطرهم نظام حسني مبارك الصديق الحميم لنظام عبد الله بن عبد العزيز لمدة 30 عاماً من القهر والفساد والتبعية،إلى أن يذهب إلى مملكة آل سعود بحثاً عن الرزق ونشراً للمدنية والحضارة،وبعد أن يقرأ عليه أن يرد وأن يحترم عقلنا وذاكرتنا المصرية وألا يتصور أن مجرد شوية (بروبجندا) يقوم بها لمقر صحيفة (التحرير) أو لبرنامج معتز الدمرداش كفيلة بمسح هذه الحقائق المُرة لمعاناة مئات المصريين في مملكته وهي معاناة لاتزال مستمرة حتى لحظة كتابة هذه السطور.
ثانياً: هل تستطيع أن تجد لدى السيد (القطان) (لعنة الله عليه) تفسيراً مقنعاً لدور أولاد وزير المخابرات السعودي في تهريب ثروة حسين سالم والتي ضبط بعضها في المطار في القضية الشهيرة بعد الثورة؟ والتي نشر وكتب عنها الكثيرين،ومنهم كاتبنا الكبير الأستاذ/ حمدى قنديل في (المصري اليوم)؟ أليس في علاقة حسين سالم بالأسرة السعودية إشارات واضحة لإهانة بليغة للثورة وللشعب المصري لا تمحوها زيارات وأحاديث وبروبجندا (سيادتكم).
ثالثاً: أما ردنا على إنكار القطان (لعنة الله عليه) لدور سعودي وهابي خطير وكبير في مصر منذ عشرات السنين،فردنا عليه تؤكده الحقائق منذ عقدة الدرعية (1818م) حين أزال إبراهيم باشا حكم الأسرة السعودية الأولى بأوامر من الباب العالي العثماني،ومروراً بمؤامراتهم ضد عبد الناصر وحرب اليمن وانتهاء بدور آل سعود في حرب 1967 (وفقاً لوثائق هيكل ووثائق إسرائيل ذاتها)،وصولاً إلى دعمهم للتيار الوهابي في مصر بما لا يقل عن 4 مليار دولار (والتي أنكرها سيادة السفير واستخف بها) وهو رقم ضئيل جداً لو قارنه سيادته بعملية إنشاء وتمويل 36 فضائية وهابية و20 ألف مسجد وجمعية لأنصار السنة المحمدية وللجمعية الشرعية (انظر الدراسة الموسعة للدكتور محمد الحلفاوى عن وكلاء الوهابية في مصر).
* هذه الحقائق موثقة وموجودة في عشرات الكتب والدراسات،والاستخفاف بها يعد (تذاكياً) عالياً غير مفهوم،ونحسب أن حقائق العداء السعودي لمصر تاريخياً لا تمحوها مجرد حوار مع صديقنا إبراهيم عيسى أو معتز،إن هذا خطأ من سيادة السفير وسيزداد إن هو تخيل ولو للحظة أن مصر الثورة،لاتزال هي مصر مبارك،وأن بضعة آلاف،أو حتى عدة ملايين من الوهابيين،بأعلامهم الخضراء أو السوداء كفيلين (لسعودة مصر)،فمصر عبد الناصر،والأزهر،وثورة 25 يناير عصية على (الوهابية) وستثبت قادم الأيام ذلك .. أدرك (القطان) (لعنة الله عليه) .. أو لم يدرك؟! والله المستعان!.
ملاحظة حزينة: كتبت الأهرام يوم 15/8/2011 تحت عنوان (السفير المصرى بالرياض: حكومة خادم الحرمين الشريفين دعمت الثورة المصرية) والسفير المقصود هو المدعو محمود محمد عوف الذى يتهرب من خدمة المصريين في المملكة ولا يخدم سوى الأمراء والأميرات .. وتعليقنا على حواره ودفاعه عن آل سعود لا يستحق سوى كلمة واحدة: إذا لم تستح ولم تقرأ ولم تر فقل ما شئت!!).

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق