السبت، 13 أغسطس 2011

(البحرين والمشهد السياسي المقلوب)



(البحرين والمشهد السياسي المقلوب)
27/03/2011
اي شيعه (خيبر خيبر يا صهيون ... جيش محمد قادمون)

نجم الدين نجيب: في الوقت الذي ما انفك المتظاهرون في البحرين ومن ورائهم المعارضة، يصرون ويؤكدون على رفع شعارات الوحدة الوطنية وعلى عدم طبع مطالبهم وتحركاتهم بطابع مذهبي،كما يفعل اخوانهم في مصر وتونس وليبيا والاردن وعمان،نرى في المقابل فريقا عقد العزم على تلوين هذا التحرك باللون الطائفي حتى ولو بالقوة!!!.
فعندما يشن الجيش البحريني هجومه الجوي والبري على متظاهرين امنين في دوار اللؤلؤة فجرا ويسقط العديد من الشهداء والجرحى،لم يسمع،حتى من الجرحى ومن ذوي الشهداء اي شعار او تعليق ينم عن حس طائفي،رغم هول المجزرة،او دعوات للانتقام،رغم كل ما وقع عليهم من ظلم فاحش،الا اننا ونرى على العكس من ذلك تماما،حيث انبرى ذات الفريق وهو يعلن وعلى الملا ضرورة تشكيل ميليشيات للدفاع عن النفس،وكأن الذي وقع في دوار اللؤلؤة قد وقع عليه!!!،وكأن مايحدث في البحرين هو صراع طائفي بين الشيعة و السنة!!!،والملفت ان هذا الفريق يعلم علم اليقين ان دعوة مثل هذه هي دعوة خطيرة اشبه ما تكون بالسم الزعاف الذي سيهلك الجسد البحريني برمته اذا وجد طريقه الى التطبيق.
وعندما تعلن المعارضة مطالب سياسية وطنية تصب في صالح الشعب البحريني برمته شيعة و سنة،قبل البدا بأي حوار مع السلطات،مثل الغاء دستور عام 2002 والدعوة الى انتخاب مجلس تأسيسي و وضع دستور جديد و حق الشعب في ان تكون له حكومة منتخبه،وهي مطالب لا يستشف منها بالمطلق اي طابع طائفي،الا انه وذات الفريق يحملها ما لا تحتمل،ووفقا لمنطق هذا الفريق تتحول هذه المطالب الى تهديد لامن البلاد واستقرارها وامنها.
اما اذا طالبت الجماهير بوقف التجنيس السياسي للقادمين من باكستان والاردن واليمن من الذين يخدمون في الجيش والاجهزة الامنية والمحسوبين على طائفة بعينها،في وقت تسد ابواب هذه المؤسسات على ابناء البلد،وهو ما اعترف به ملك البحرين حمد بن عيسي ال خليفة (لعنة الله عليهم) في ديسمبر الاول عندما اعلن انه سيحد من منح الاجانب الجنسية،خرج ذات الفريق ليحذر ان الاحتجاجات الشعبية السلمية تهدد بتقسيم البلاد.
الغريب والملفت ان اصحاب المنطق الاخير هم من يرفع شعار مناهضة الطائفية ويحذر من مخاطرها ليلا ونهار،ولكن المشهد السياسي في البحرين مقلوب راسا على عقب،والمنطق الذي يحكم في هذا البلد اليوم هو ذات المنطق الذي كان يحكم العراق في عهد المقبور صدام حسين (لعنة الله عليه)،والقائل: اما ان يكون مصير البلاد والعباد بيد فئة ما،مهما كانت طبيعة اداء هذه الفئة،وأما ان تكون البلاد والعباد في مهب الريح ويتحول كل شيء الى طائفي،اذا فكرت جهة اخرى،و مهما كان ثقلها ووزنها واداؤها،ان تدعو الى الديمقراطية او ان يحكم الشعب نفسسه بنفسه.
ان زمن مصادرة حقوق الشعب البحريني ورفع فزاعة التدخل الخارجي والصاق تهم العمالة للاجنبي بالمعارضين الوطنيين،وحشر غالبية الشعب البحريني بين ان يعيشوا مواطنين من الدرجة الثالثة وبين ان يلصق بهم كل ما في القاموس السياسي من خيانات اذا تمردوا على الظلم النازل بهم،وبين ان يكون البلد امنا مستقرا عندما حكم انا!!! او يتقسم ويحترق ويفتح امام التكفيريين اذا حكم غيري!!!،كما كان منطق المقبور صدام ورفيقه الهالك لامحالة القذافي،واللعب على الوتر الطائفي لتحريك غرائز البعض من خارج الوطن على ابناء وطني،كل هذه التهديدات وغيرها قد ولى زمنها وانقضى بعد ان هبت رياح التغيير على العالم العربي،وهي رياح لم تعرف شيعة ولاسنة عندما هبت على تونس ومصر وغيرها،هذه الرياح تعرف فقط الظلم الذي لابد ان تقتلعه،لا فرق عندها بين ظلم شيعي او ظلم سني،فالظلم مثل الارهاب لامذهب له ولادين.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق